نون والقلم

د. إيمان علاء الدين تكتب: أبطال الحكاية 

الحكاية تاريخ يسرد.. الحكاية قصة لها أبطال.. الحكاية رواية لها بداية ونهاية.. الحكاية كلمات مربوطة بزمان ومكان، الحكاية تبدأ بفكرة، بكلمة، بمبادرة وتنتهي لتصبح أسطورة، ومن أرض الحكايات.. من أرض الإنجازات، من أرض الخير، دعونا نسرد سويا عن حكاية الأبطال. 

 حكاية كان لها أبطال صنعوها، بدءا من مرحلة الفكرة والدراسة ومرورا بمرحلة العمليات ووصولا لمرحلة المخرجات والتقييم والمتابعة، فكل مرحلة ولها أبطالها وكل خطوة ولها أبطالها.. فدعونا نتذكر حتى وإن لم ننسى، دعونا نحكي حتى وإن لم نصمت.. دعونا نواصل حتى وإن لم نكن نتوقف.. دعونا نفتخر حتى وإن لم نكن نعيب، دعونا نتفاخر حتى وإن لم نكن نتذلل من قبل. 

 دعونا ننسج حكاياتنا من خيوط النور، دعونا نشكل أبطالها كلوحة فنية تتجسّد من خلالها تطلّعاتنا وآمالنا، دعونا نحفر في التاريخ حكايات أبطال حافظوا على الماضي، وقادوا الحاضر وصنعوا المستقبل. 

 فالأبطال هم أشخاص واجهوا تحدّياتٍ استثنائيةً، وانتصروا عليها بفضل شجاعتهم وإصرارهم. فمنهم من ضحّى بحياته من أجل رفعة وطنه، ومنهم من سعى للتغيير نحو التميز والأفضل، ومنهم من وازن في إدارته لتكون بلده في مصاف العالم، وأبطال الحكايات ليسوا حكرا على الماضي، بل نجدهم ملهمين في الحاضر ونجدهم يصنعوا المستقبل، ويتميز أبطال الحكايةِ بإيمانهم الراسخ بقيمهم، وشجاعتهم في مواجهةِ الصعاب، وإصرارهم على تحقيقِ أحلامهم. حتى إنّهم يُلهموننا للعمل على تغييرِ العالم نحو الأفضل، ويُشعلون في قلوبنا شعلةَ الأملِ والتفاؤل. 

 ولعلنا تابعنا احتفال الدولة المصرية بـ يوم الشهيد، رمزٌ التضحية والفداء، تخليداً لذكرى جميعِ الشهداءِ الذين ضحّوا بأرواحهم فداءً للوطن. فبفضلِ تضحياتِهم، نعيشُ اليومَ في أمانٍ وسلامٍ.. بفضل تضحياتهم كنا ومازلنا نُعاهدُ أنفسنا على أن نبقى أوفياءَ لذكراهم وأن نسعى جاهدين لبناءِ مستقبلٍ أفضلَ لمصرنا الحبيبة، فبفضلِ تضحياتِهم، نجدد التعلمُ بمعنى الوطنيةِ والانتماءِ والواجبِ نحوَ الوطنِ. 

 حيث شهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية احتفال الدولة المصرية بيوم الشهيد، حيث شملت كلمة سيادته على وصف أبطال الحكاية «يوم الأبطال.. الذين خرجوا من نبت هذه الأرض الطيبة.. فحملوا الأمانة برأس شامخة.. وقابلوا ربهم بنفس راضية.. وتركوا لنا.. مع آلام الفراق.. فخرا ومجدا، سيظل محفورا وخالدا في ذاكرة أمتنا» 

 واستطرد سيادته قائلا «إن صفحات تاريخ هذا الوطن.. زاخرة بأيام.. تشهد على قصة كفاح الشعب المصري.. المليئة بالتضحيات والبطولات.. التي أضاءت مشاعل النور.. وألهبت مشاعر الوطنية.. وحطمت صخور اليأس.. ومهدت دروب الأمل..  وخلـــــدت أســــماءها فــــي ســـــجلات الشــــرف.. إنهم شهداء مصر وبريق ضيائها. وسيبقى هؤلاء الشهداء في وجدان أمتنا.. محل تقدير واحترام الضمير الوطني.. ودليلا قاطعا.. على أن حب الأوطان ليس شعارات ترفع.. أو عبارات تنطق.. وإنما تضحيات حقيقية.. عرق وجهد ودماء.. ثمنا لصون مصر وأمنها واستقرارها وتقدمها1». 

 وأشار سيادته بأن التاريخ سيحكي يوما.. كيف كان العبور بمصر وشعبها، من حافة الخطر والفوضى والضياع، إلى بر السلامة والأمان والاستقرار.. صعبا وقاسيا.. كم كان الثمن المدفوع من دماء أبنائنا.. غاليا وعزيزا وكم كان حجم العمل، والصبر، والجلد، وإنكار الذات.. كبيرا فوق التصور. وإن التاريخ سيتوقف طويلا.. أمام معجزة كبرى حققها المصريون، خلال السنوات الماضية.. حيث أنقذوا وطنهم العريق من السقوط في براثن الإرهاب.. وجماعات الشر والتطرف وصمدوا في وجه إعصار التمزق والانهيار والفوضى.. الذي ضـرب جميـع أرجـاء الإقليم، الـذي نحيا فيــه.. وفي ذات الوقت.. شيدوا وعمروا بلادهم.. ووضعوا أساسا لاقتصاد وطني.. قادرا على التصدي للأزمات ولن يمضي وقت طويل «بإذن الله».. حتى ينعم المصريون.. بحصاد جهدهم.. واستثمارهم في مستقبل هذا الوطن. 

وأشار فخامة الرئيس إلى أن العالم يشهد منذ شهور.. مأساة كبرى.. بجوارنا في فلسطين العزيزة حيث يسقط آلاف الشهداء في قطاع غزة.. ويتعرض الأحياء منهم.. لمعاناة إنسانية غير مسبوقة.  

كما أقر فخامة الرئيس بأن الدولة المصرية تبذل أقصى ما تستطيع من جهد وطاقة.. لحمايتهم وإغاثتهم.. عن طريق وقف إطلاق النار.. وإنفاذ المساعدات لهم. 

 في نهاية كلمته فخامة الرئيس، توجه سيادته بالتحية والتقدير إلى أسر الشهداء.. إلى الأب المحتسب.. والأم المكلومة.. والزوجة الصابرة.. والابن والابنة الصامدين وتعهد سيادته بأن يظلوا أمانة في أعناقه واختتم سيادته كلمته قائلا «إن مصر كلها، أهلكم.. وشهداؤكم، أبناؤنا جميعا.. هم رمز فخرنا، ومبعث عزتنا» 

 أبطال الحكايةِ هم بوصلةٌ تُوجّهُنا نحو مستقبلٍ أكثر إشراقاً. أبطال الحكاية يُذكّروننا بأنّهُ بإمكاننا جميعاً أن نكونَ أبطالاً في حكاياتِنا الخاصة، وأن نتركَ بصمةً إيجابيةً لأنفسنا، ولمجتمعنا ولبلدنا وللعالم أجمع …فتحيا مصر دائما وأبدا …تحيا الجمهورية الجديدة. 

 abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com 

أستاذ التكنولوجيا الحيوية المساعد بعلوم القاهرة 

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا 

 

 In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى