انسحبت وهي تجر خلفها أذيال الخيبة، صرفت الملايين على حملة تمهيدية فاشلة، ولم تكسب غير ولاية واحدة في الثلاثاء الكبير، وهي التي كانت تصور نفسها منقذة لحزبها ومستقبل بلادها، وهي أيضاً التي سمعت بما حدث في 7 أكتوبر والمختطفين ولم تسمع عن آلاف الأطفال وكبار السن والنساء الذين قتلتهم جحافل نتانياهو وذخائر جو بايدن!
نيكي هيلي نموذج سيئ للطامحين في الوصول إلى البيت الأبيض، ترشحت لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية القادمة، ولأنها لا تملك سيرة ذاتية تؤهلها لذلك اعتمدت على مخططات الحزب المنافس بإسقاط دونالد ترامب، عبر القضايا الأخلاقية والأحكام القضائية المحلية، فاعتقدت بأن الظروف قد تخدمها، خاصة بعد انسحاب المنافسين الآخرين من الشخصيات الجمهورية المعروفة، وعندما وصلت إلى يوم الثلاثاء الحاسم عرفت حجمها!
ولم تنس هيلي أن تترك الباب موارباً، لم تغلقه بالكامل، لعل وعسى، فقالت بأنها ستجمد حملتها الانتخابية، ولم تقل ستنهي حملتها، وهذه درجة من درجات الخبث السياسي، فهي تعول على «القادم المجهول»، فلا يزال هناك ثمانية أشهر حتى الانتخابات الرئاسية، وقد يحدث شيء، أي شيء، سواء كان بفعل فاعل أو قضاء وقدر، ويختفي ترامب من المشهد الانتخابي، لتعود هي إلى الواجهة مرة أخرى، ولهذا لم تطلب من مؤيديها أن يصوتوا لترامب، رغم أن هذا عرف حزبي، فذهب كثيرون إلى الاعتقاد بأنها تريدهم أن يصوتوا لمرشح الحزب الديمقراطي، وهم مخطئون، لأنها تريدهم أن ينتظروا معها ما يخبئه الغيب!
من اليوم أصبح الطريق سالكاً أمام الغريمين، بايدن وترامب، وقد نعود إلى أربع سنوات مضت، ويكتب التاريخ الجزء الثاني من مسلسل لم ينته بعد، ففي آخر حلقات 2020 كان الكونغرس محتلاً، والغوغاء يجلسون مكان النواب، والشوارع منفلتة، والدولة العظمى اقتربت من حافة الهاوية، والنتائج تتضارب الأنباء حولها، ومع كل يوم جديد سيمر حتى نوفمبر ستكون هناك أحداث ومفاجآت حتى نصل إلى الحلقة الأخيرة، فترقبوها.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية