نون والقلم

فتوح الشاذلي يكتب: ليسوا بشرا 

ليسوا بشرا ولا بنى أدمين.. هؤلاء الذين ارتكبوا مجزرة الطحين.. إنهم مجموعة من القتلة والسفاحين.. مجموعة من مصاصي الدماء الذين يعشقون القتل والتدمير.. لا يحكم تصرفاتهم عقل ولا دين ولا حتى إنسانية. 

ولما كان هؤلاء السفاحون يرتكبون جرائمهم مع سبق الإصرار والترصد ويتباهون بكثرة عدد الضحايا من الأبرياء الذين قطعوا عشرات الكيلو مترات من أجل الحصول حفنة دقيق.. فإن الأمر هنا يتطلب وقفة جادة من كل أصحاب الضمائر في العالم.. وقفه يكون السؤال فيها: متى تتوقف هذه المجاز غير المسبوقة وتكون الإجابة فورية… إجابة تحمل الأمل وتدفع إلى وقف فوري لتلك المجاز. 

وأعتقد أن المعنى بطرح السؤال ليس قادة المجتمع الدولي من حكام أمريكا وأوروبا لأنهم ببساطه شركاء لقادة الكيان الصهيوني في كل ما وقع من مجازر.. ولكن المعنى هنا الشعوب.. شعوب الدول الكبرى التي تستطيع أن تغير سلوك حكامها المؤيدين للإسرائيليين. 

البداية جاءت من بريطانيا بعودة السياسي الكبير جورج غالاوي – 68 عاما- إلى البرلمان البريطاني بعد غياب عقد من الزمان.. والعوده هنا ترجمه فورية للتحرك الشعبى فى بريطانيا… فقد فاز غالاوي بعد أن رفع شعار الدفاع عن غزة. والفوز هنا جاء فى دائره انتخابية أو مقاطعة لا يزيد عدد العرب والمسلمين فيها عن 18 % وهذا يعني أن التحرك هو تحرك شعبي إنساني. 

نجاح غالاوى كان بمثابة زلزال دفع الـ BBC إلى نشر تقرير عنوانه كان ملفتا وهو «غزة جورج»، كيف أعادت الحرب السياسي غالاوي إلى البرلمان البريطاني؟ 

أشار التقرير بكل وضوح إلى ظهور موجة من الجدل في صحف دولية وعربية، بعد أن عزا فوز النائب السياسى المخضرم إلى مناصرة غزة. 

وأشارت التليجراف البريطانيه إلى ما قاله غالاوى في حديثه بعد لحظات من فوزه: «هذا من أجل غزة»”. 

وسلطت الجارديان الضوء على ما قاله غالاوى لزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر بعد أن أعلن الأخير موقفا يعتبر مؤيدا لإسرائيل في حرب غزة.. قال غالاوي في خطابه «كير ستارمر، هذا من أجل غزة.. إنكم ستدفعون ثمنا باهظا للدور الذي قمتم به في تمكين وتشجيع وتغطية الكارثة الجارية حاليا في فلسطين المحتلة». 

ويعتقد غالاوي أن «حزب العمال يدرك أنه فقد ثقة الملايين من ناخبيه الذين صوتوا له بإخلاص.. جيلا بعد جيل». 

وبحسب الجارديان فإن حملة غالاوي للفوز في الانتخابات ركزت بلا هوادة على الحرب في غزة وحملت منشوراته العلم الفلسطيني وأعاد تسميتها بـ (غزة جورج). 

ودخلت الصحف الأمريكية على الخط ولفتت صحيفة بوليتيكو الأمريكية في تقريرها إلى أن جورج غالاوي من المؤيدين لغزة والمناهضين لحلف شمال الأطلسي. 

وتتفق الصحيفة مع الصحف العالميه الأخرى فى أن فوز غالاوي يعود لدعمه غزة في الحرب الأخيرة. 

إذن هذه هى البداية وعلى أحرار العالم فى الدول الكبرى التي تساند إسرائيل أن ينتفضوا من أجل الحق والعدل والحرية.  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

 In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

Back to top button