بعد أربعة أشهر بدأ يستوعب ما يحدث حوله، فأخذ يردد ما قيل منذ الأسبوع الثاني لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية للانتقام من جماعة إرهابية تمثل قادتها، ولا تمثلها غزة بناسها وبيوتها ومدارسها ومستشفياتها.
ذلك رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، ستقولون سن الشيخوخة وما يفعل، وسنقول إن الدائرة المحيطة به ليست كذلك، من بلينكن إلى أوستن إلى سوليفان، فهذه أذرعه، وهذه العقول التي تفكر نيابة عنه، فنحن هنا نتحدث عن إدارة الدولة الأكبر والأقوى والأكثر انتشاراً في العالم، لا نتحدث عن شخص بايدن.
وقد أثبت أعضاء تلك الإدارة أنهم كانوا أكثر اندفاعاً من رئيسهم منذ أن بدأت أزمة غزة، فقد تراكضوا إلى إسرائيل، و«طبطبوا» على نتانياهو، وفرشوا له الأرض بالأسلحة والذخائر، وحيدوا الأمم المتحدة ومجلس أمنها بالفيتو، وأنكروا كل الجرائم التي ترتكب تحت أنظار العالم، كذبوا ردة الفعل غير المبررة، وتطوعوا بتبريرها نيابة عن أصحابها، وأعادوا حجج نتانياهو حول المستشفيات التي دمرت بعد اقتحامها وإلقاء مرضاها في الشوارع.
وقال «كيربي» المتحدث الرسمي لمجلس الأمن القومي الأمريكي بعد أن تجاوز عدد ضحايا الهجوم الهمجي 20 ألف قتيل «إن عدد القتلى المدنيين في غزة صفر»!
أفاقت إدارة بايدن، ونزعت عن أعينها الغشاوة، وبدأت ترى بعين الإنسان، وتفكر بقلب الإنسان، وقال الرئيس «إن إسرائيل تخاطر بالخسارة في كل أنحاء العالم إذا استمرت في حربها»، وهذا كلام سمعه من الأصدقاء العرب خلال اتصالاته الهاتفية وزيارات وزرائه ومستشاريه إلى المنطقة.
وقلنا هنا أكثر من مرة بأن الخسارة ستطال الولايات المتحدة وليس إسرائيل فقط، وكان آخرها يوم أمس، ونحن متأكدون بأن بايدن لم يقل كلاماً عفوياً في تصريحه الأخير، بل يقوله بعد ما وصله من فريقه حول الفجوة التي باعدت بين مواقفه ومواقف من كانوا أقرب حلفائه نتيجة تصرفات إسرائيل، وما هذا الكلام إلا محاولة لردم تلك الفجوة!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية