قالت وفاء علي، أستاذة الاقتصاد، إن مصر تستبق الزمن وتكتب حقبة جديدة في التنوع الاقتصادي العالمي، ومصر تدرك جيدا أهمية التجربة البرازيلية، والتي تعد تجربة رائدة ومفيدة للطرفين المصري والبرازيلي.
وأضافت «علي» خلال مكالمة هاتفية على شاشة «إكسترا نيوز»، أن حديث الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا مع الرئيس السيسي اليوم، على أن مستوى التبادل التجاري بالنسبة للاستثمارات بين مصر والبرازيل، ضئيل ولا يرقى للمستوى التاريخي بين البلدين فهذا دليل على أن هناك تطابق في وجهات النظر في القضايا الهامة سواء على المستوى الدولي أو تحقيق أهداف الألفية الثانية أو تأييد القضية الفلسطينية بالنسبة لاتساع دائرة الصراح في المنطقة.
وتابعت، أن البرازيل لديها تنظيم لـ«COP 30» واستفادت من التجربة المصرية في «COP27» والتي عرضت فيها الدولة المصرية تجربتها وكانت تجربة رائدة استفادت منها دول العالم.
وأكملت أستاذ الاقتصاد: «العالم الآن يمر بمرحلة مخاط جديدة، خاصة بتصاعد الأحداث الجيوسياسية، وعلى كل دولة أن تُفعل أدواتها الجيواقتصادية، وإعادة تشكيل هياكل صنع القرار العالمي، خصوصا أن التحالفات السياسية والاقتصادية، أصبحت تحكم كل المبادئ الأيدلوجية الحاكمة، التي ارتبطت بأحداث الفترة الماضية، مع التأكيد على أن مصر يجب أن تقدم للعالم نموذج اقتصادي جديد بعيدا عن أي خلافات».
عنبر يتوقع زيادة الفرص الاستثمارية الواعدة بين مصر والبرازيل
فيما الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد، إنَّ العلاقات المصرية البرازيلية في إطارها الثنائي أو الإقليمي تمكننا من التنبؤ بالوضع المستقبلي لهذه العلاقات، مثل نمو العلاقات التجارية بين البلدين وزيادة الفرص الاستثمارية المتبادلة والمستقبل الواعد لحجم العلاقات الاقتصادية، خاصةً مع انضمام مصر لتكتل بريكس، الذي تعد البرازيل أحد الدول الأعضاء المؤسسة له.
وأضاف «عنبر»، أنَّ هذا التكتل يشارك بثلث الناتج العالمي، بل ويهيمن على نحو 80 لـ 85% من موارد الطاقة على مستوى العالم وهي إشارات للزيادة المطردة المتوقعة بين البلدين في الفرص الاستثمارية الواعدة على خلفية توطيد العلاقات المصرية البرازيلية.
وتابع أستاذ الاقتصاد: «متوقع مزيد من الفرص الاستثمارية بقطاعات عديدة لاختلاف الهيكل السلعي لاقتصاد البلدين ما يزيد فرص التبادل التجاري، كما تتمتع البرازيل بميزة نسبية بقطاع الطاقة المتجددة والنظيفة والاقتصاد الأخضر على مستوى العالم».
الشوادفي: مصر والبرازيل يسعيان للأسواق الحرة والدمج الاقتصادي
ومن جانبه قال محمد الشوادفي، أستاذ الاستثمار وإدارة الاعمال، إن العلاقات المصرية البرازيلية ممتدة تجاوزت الـ100 عام، والدولتين متشابهتين في الظروف الاقتصادية والسياسية، فضلا عن ذلك فهم مشتركتان في مجموعة البريكس، لافتا أن هذا اللقاء جاء تتويجا للعلاقات المصرية البرازيلية.
وأضاف «الشوادفي»، أن حركة التجارة بين الدولتين، مستمرة حتى وإن كانت لا ترقى لطبيعة الشعبين، ولكن هناك موارد ثابتة يزداد حجم تجارتها، لأكثر من 4 مليار دولار سنويا، أهماها لمصر والبرازيل هي الحبوب وخاصة القمح بجانب الفواكه والحديد.
وتابع، أن الدولتين يسعيان إلى الأسواق الحرة، والدمج الاقتصادي القوي، لافتا أن كلمة اليوم كانت لتأكيد العلاقات بين مصر والبرازيل، ولا سيما في ضوء حاجة الدولتين إلى بعض منتجات الدولة الأخرى.
وأكمل أستاذ الاستثمار، «سيكون هناك تعاون بين دول البريكس وتنمية التجارة الخارجية بين الدول بالاعتماد على تخفيض الدولار، سواء روسيا أو الصين أو البرازيل وغيرهم، فجميعهم متشابه في المعاناة من التضخم، وأنه لا وسيلة إلا أن يتم التبادل بين الدول داخل مجموعة البريكس».
فارس: العلاقات التي تجمع بين مصر والبرازيل قوية وثابتة وراسخة
وقال الدكتور حامد فارس خبير العلاقات الدولية، إن العلاقات التي تجمع بين مصر والبرازيل قوية وثابتة وراسخة باعتبار أنهما لهما ثقلا كبيرا، سواء في قارة أفريقيا أو البرازيل في أمريكا اللاتينية.
وأضاف «فارس»، في مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»: «هناك تعاون استراتيجي واضح بين البلدين، وهذا ما يؤصل لمرحلة جديدة من العلاقات، حيث يسعيان بكل قوة إلى إيجاد ارضية مشتركة تكون دافعة للتعاون في كل المجالات السياسية والاقتصادية، كما أنهما عضوان رئيسيان في مجموعة بريكس، وأن البرازيل كانت داعمة لمصر من أجل الانضمام إلى مجموعة بريكس».
وتابع: «هناك توافق كبير في الملفات السياسية الهامة، حيث نرى تحولا استراتيجيا في المواقف الدولية، ونرى أن هناك أقطاب جديدة بدأت تظهر في العالم، وهنا أتحدث عن عالم متعدد الأقطاب، باعتبار أن مصر والبرازيل أظهر قوة ومرونة كبيرتين في التعامل مع القضايا الراهنة».
وواصل خبير العلاقات الدولية: «بالنسبة إلى زيارة الرئيس البرازيلي مصر، فإنه يعلم أنه قرر زيارة قارة أفريقيا، وذهابه إلى مصر دلالة قاطعة على أن الدولة المصرية معنية بكيفية إيجاد توافقات حقيقية بالقارة الأفريقية، كما أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين كبير جدا، وهناك رؤى استراتيجية يتم بلورتها من أجل إفادة القارة الأفريقية من ثروتها».
يعقوب: البرازيل بوابة نفاذ المنتجات المصرية لأمريكا اللاتينية
قال أحمد يعقوب، الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي، إن زيارة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا للقاهرة، تأتي في إطار سلسلة اللقاءات التي تعقدها الدولة المصرية على كافة المستويات بين التكتلات الاقتصادية، أو دول العالم اللاعبة في الاقتصاد العالمي.
وأضاف «يعقوب» خلال مكالمة هاتفية على شاشة «إكسترا نيوز»، أن البرازيل هي أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، والتي يبلغ حجم الناتج المحلي الاجمالي لها 2.1 ترليون دولار، مشيرا إلى أنها أيضا بوابة نفاذ المنتجات المصرية لأمريكا اللاتينية، بجانب دعم مصر للتعاون مع دول مجموعة البريكس والتي انضمت لها مصر بداية من 2024.
وتابع، أن العلاقات بين الدولتين تمتد لأكثر من 100 عام، وقيمة الصادرات المصرية للبرازيل، في ارتفاع مستمر، مضيفا أن البرازيل سجلت 440 مليون دولار في 2023 مقابل 438 مليار دولار في 2022، وحجم التبادل التجاري بين الدولتين سجل 3.4 مليار دولار.
وأكمل «يعقوب» «البرازيل سوق مهم أمام الصادرات السلعية المصرية ومن الخطوات المهمة لدعم علاقات مصر الاقتصادية، وذلك في إطار أن مصر تحاول عقد شراكات استراتيجية، ودعم لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بقيمة سنوية تتراوح بين 12 إلى 15 مليار دولار، من عام 2024 حتى عام 2030».
الذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين مصر والبرازيل
وتأتي زيارة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، إلى مصر بدعوة رسمية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة الذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتتشابه الأدوار لكل من البرازيل ومصر، كل في محيطه الإقليمي، من الدفاع عن الدول النامية، ومصر بوابة للدخول لأفريقيا والشرق الأوسط وبالمثل البرازيل بوابة مصر لأمريكا اللاتينية.
نون – القاهرة
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية