الموقف الراهن في المنطقة هو موقف كاشف، موقف ليس له سوى وصف واحد، وهو أن مصر تقف وحدها أمام النيران المشتعلة على حدودها الشرقية.
الجميع يتكلم إلا مصر، التي تعمل على حماية الشعب الفلسطيني في غزة، وتمنع القضاء عليه وعلى قضيته، وتقدم له المساعدات التي ما زلنا نراها -متجهة من مدينة القاهرة- نحو معبر رفح.
ومع ذلك تخرج كلمات كاذبة من ألسنة الأمريكان والإخوان، حول موقف مصر من فتح المعبر أمام المساعدات، حتى أن الرئيس الأمريكي الذي يجب وضعه تحت الحجر الصحي، يخرج علينا قائلًا إنه استطاع إقناع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإدخال المساعدات!!
بل إنه يستمر في روايته الكاذبة، مُشيدًا بنفسه وذكائه وقدراته الفائقة مؤكدًا أنه لولا تدخله الشخصي ما كانت المساعدات المقدمة للفلسطينيين في غزة ستمر!!
والغريب أن الرجل يقول هذا الكلام رغم أن مصر-وحدها- قدمت 80% من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.. رغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة، في حين قدم كل العالم 20% فقط من هذه المساعدات، واكتفى البعض بالكلام المُرسل وترك الفلسطينيين وحدهم، ليس معهم سوى الله.. ومصر التي لن تتخلى عنهم أبدًا.
ولم يقل لنا بايدن.. نابغة عصره وأوانه.. من الذي يقوم بضرب رفح منذ أيام بعدما قام بدك غزة وبيوتها على من يقطن فيها.. أليست إسرائيل التي تحميها الولايات المتحدة؟ ولم يقل لنا من قام بمد إسرائيل بأسلحة حديثة لقتل الشعب الفلسطيني الأعزل؟ ومن الذي قال إنه يشجع إسرائيل على الاستمرار في العمليات العسكرية والعدوان على الفلسطينيين بحجة تحرير الرهائن، وبدلًا من تحريرهم تم قتل أكثر من ثمانية وعشرين ألف فلسطيني بماء بارد؟
ولم يقل لنا نابغة عصره من الذي واجه وقاوم مشروع جنوب أفريقيا لمحاكمة نتنياهو وقادة إسرائيل على جرائم الحرب والمجازر التي ارتكبوها في حق المدنيين العزل؟ أليست إدارة بايدن والولايات المتحدة رائدة الدفاع عن الحريات في العالم؟
نعرف أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لديه مشكلات صحية، مؤثرة في قواه العقلية، والعالم كله يعلم ذلك، ومنافسوه في الانتخابات الرئاسية يرغبون في الطعن عليه بسبب هذه المشكلات.. ولذلك هو يسعى لإرضاء إسرائيل طمعًا في مساندة اللوبي الصهيوني.
ولكننا نعرف أيضاً أن ترامب يتقدم عليه في استطلاعات الرأي وقد يعود للبيت الأبيض، وهو التصور الأقرب للتحقق، وأنصار ترامب يتهمون بايدن دائمًا بأنه يقول كلامًا «أقرب للهذيان ولا يمكن القول بأنه مُتزن».
الاستطلاعات تقول إن 35% من الأمريكيين يعتقدون أن الرئيس السابق ومرشح الرئاسة دونالد ترامب كان سيتعامل مع أزمة أوكرانيا والنزاع بين إسرائيل وحركة حماس بصورة أفضل من خلفه الحالي جو بايدن.. ومنح الأمريكيون بايدن 27% فقط خلال الاستطلاع الذي نظمته شركة «Ipsos » العالمية لحساب شبكة «ABC News».
المُنصف والمحايد يُدرك أن قصف المعبر عدة مرات أدى إلى تعطيل حركة القوافل إلى المعبر، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال عدة مرات إن مصر تسعى إلى تمرير المساعدات للشعب الفلسطيني الذي ليس له ذنب فيما يحدث من معارك في القطاع.
كل مُنصف يعرف أن إسرائيل كانت تستهدف الضغط على مصر بمسألة المساعدات، وكانت تساوم على فتح المعبر لغرض وحيد من وجهة نظر إسرائيل وهو طرد الشعب الفلسطيني من غزة، وهذا ما كانت ترفضه مصر وترفضه حاليًا وسوف ترفضه في المستقبل، لأنه ليس مجالًا للمساومة، فمصر تساعد الشعب الفلسطيني انطلاقًا من مسئوليتها التاريخية، وباعتبارها قوة عربية رئيسية لن تتخلى أبدًا عن قدرها.
بيان الرئاسة المصرية ردًا على أكاذيب الرئيس الأمريكي بشأن المساعدات الإنسانية لم يكن بيانًا للدفاع عن مصر، وإنما هو بيان لتوضيح ما حدث بالفعل أثناء محاولات مصر الدائمة لتمرير المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ولا يخفى على أحد ما نُشر في الصحافة العالمية والقنوات التليفزيونية العالمية بأن إسرائيل هددت في إحدى المرات بقصف أي مساعدات يتم تمريرها عبر معبر رفح، وقد أدى هذا الأمر إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة ذهب بنفسه إلى المعبر في محاولة للفت انتباه العالم إلى أن إسرائيل تمنع دخول المساعدات.
يجب أن نُدرك أن الحملة الممنهجة على مصر هدفها الرئيسي والوحيد هو دفع سكان غزة نحو سيناء، للقضاء على المشكلة الفلسطينية للأبد، وانتزاع الأرض المصرية من أصحابها، وهو المشروع الذي لن يتم، لأن لدينا قيادات سياسية وعسكرية نثق في وطنيتها وفي قدراتها.. وهذه القيادات تحتاج منا أمرًا واحدًا هو التكاتف والتماسك لحماية بلادنا من مُخططات شيطانية شريرة سوف تتحطم على صخرة الوعي وتماسك الجبهة الداخلية.
اللهم احفظ بلدنا من كل سوء.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية