تحقق للشركة الرائدة في مجال الهواتف الجوالة والتطبيقات ما أرادت، الطوابير اصطفت أمام أبواب فروعها قبل أن تفتح، وربما قضوا الليل هناك، ينتظرون ساعة الفوز بالمنتج الجديد، ومن شاهد الشخص الأول عندما خرج حاملاً العلبة التي يعتقد الشباب أنها أثمن من الكنوز المدفونة، كان فرحاً، سعيداً، يكاد أن يطير في الهواء وهو يلوح بذلك المنتج الجديد.
وقد تكون الشركة الرائدة تعيش طفرة عظيمة شبيهة بالطفرات التي شهدتها أيام «جوبز»، ذلك المبتكر والمسوق الراحل، صاحب الأسبقية والقفز بالتقنية الحديثة إلى مراحل متقدمة جعلت من سبقوه يدخلون صفحات أزمان طواها التاريخ، فاختفت أسماء تلو أسماء، كانت حتى نهاية التسعينيات تسيطر على تجارة الهواتف والبرمجيات ومعها كل الأجهزة التي يمكن أن تحمل، أما الذين حاولوا منافسته، فقد اكتفوا بالمراكز الخلفية.
وقد يكون سهم الشركة الرائدة قفز إلى مستويات عالية خلال الأيام الماضية، وقد ينتظر المتفائلون تقارير الربع الأول من العام الحالي، أي بعد نهاية مارس المقبل، فالأرباح تلوح في الأفق، وبوادر مردود المنتج الجديد تبشر بالخير، ولكن هل المنتج يستحق كل ذلك؟
ذلك السؤال يخطر على بال كل من شاهدوا النظارة العجيبة التي أصبحت حديث الشباب، والمطمح ذا الأولوية بالنسبة لهم، ليس بميزته، وليس لإمكاناته، بل لغرابته، وهنا نعود من جديد إلى المقارنة ما بين المنتج الذي ينفع البشرية، والمنتج الذي يضرها.
ومن خلال المشاهدات الأولية، أكرر مطلب الأمس، وهو أن يصدر تشريع يحظر وضع تلك النظارات المسماة من قبل الشركة الرائدة في إنتاج الهواتف والحواسيب «الواقع المعزز» في الحالات التي تشكل خطراً عليهم وعلى الناس، مثل قيادة السيارات، وأثناء عبور الشوارع، منعاً باتاً لا تساهل فيه، لأنها ستؤدي إلى كوارث!
أما الذين سيجلسون في الحدائق، أو في الحافلات ووسائل النقل الأخرى، فهم سيسيئون إلى أنفسهم عندما يتصرفون كالمجانين!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية