الأحداث الجانبية التي نسمع بها مخطط لها وبعناية فائقة، هدفها لفت الأنظار عن القضية الأساسية، والانشغال قدر المستطاع بالمستجدات التي تنتقل من منطقة إلى أخرى، يوماً تكون هناك سفينة في البحر الأحمر يهاجمها الحوثي بمسيّرة أو صاروخ باليستي.
ويوماً آخر تضرب عاصمة الإقليم الكردي في العراق، وتقتل عائلة مدنية في «أربيل»، ويوماً ثالثاً تضرب فيه مقرات القوات الأمريكية في العراق، ويقتل قائد حرس ثوري إيراني في سوريا، وقائد بحماس في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، وذلك في أيام سابقة ولاحقة، حتى إذا اشتدت الأمور.
وصدر قرار محكمة العدل الدولية باختصاصها في نظر قضية الإبادة الجماعية المتهمة فيها إسرائيل، وإعلان القضاء بأن لها الحق في المساءلة والمحاسبة على ما يحدث في غزة، حينها تضرب قاعدة أمريكية على الحدود الأردنية السورية، ويقتل ثلاثة جنود أمريكيين، ويصاب آخرون، فيستشيط «جو بايدن» غضباً، ومعه وزير دفاعه.
وتدق وسائل الإعلام الموجهة «طبول الحرب» ويخرج «سيناتور» من تكساس وخلفه زملاء من ولايات أخرى، ويدعون الإدارة إلى الانتقام، وتحدد «وول ستريت جورنال» أهدافاً محتملة في إيران ومناطق نفوذها، وتتصدر مثل هذه الأخبار قوائم المتابعة، وتؤخر أخبار غزة، ويتم تجاهل المذابح التي لا تزال ترتكب هناك، ونتنياهو يحاول أن يقترب من الحدود المصرية، قائلاً «مصر لها مصالح ونحن لنا مصالح»، رداً على رفض مصر دخول الجيش الإسرائيلي إلى المناطق الحدودية المحظورة بناء على اتفاق السلام الموقع بين البلدين.
ومن بعيد ينادي «دونالد ترامب» بصوت عال «إن الحرب العالمية الثالثة آتية إذا استمر «بايدن» في إدارة الأمور بهذا الأسلوب المتردد!
كلهم شركاء في الأحداث التي ترونها، وقريباً سنرى تغيراً شاملاً في الأرض الفلسطينية، وسيختفي «المناضلون» الذين لا يزالون يدّعون بأنهم يساندون المقاومين!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية