رغم المعاناة والألم وأهوال يوم القيامة التي يعيشها الأشقاء الفلسطينيون في غزة، إلا أن أشد لحظات الليل ظلمة تلك التي تسبق ضوء الفجر، ولم يعد في العالم درجة سواد أكثر قتامة من تلك التي يحياها أبناء القطاع على مدار الساعة للشهر الرابع على التوالي عبر أيام متشابهة من الفقد والألم وشبح الموت والحصار والتجويع والمجازر وغيرها من أساليب التعذيب التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ورغم ما روي عن إبليس وجنوده في كل الكتب السماوية والحكايات والأساطير، فإنه لم يأت بما أتى به عدو الله وخصيم أمته ورسله يوم القيامة نتنياهو الذي ارتكب كل الجرائم التي تخالف الأديان والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية في حق الشعب الفلسطيني.
أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أمس الثلاثاء، أن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين حتى وإن لم تتفق دول الاتحاد الأوروبي كلها على ذلك، مؤكدا أن إرساء السلام في منطقة الشرق الأوسط يمر عبر الاعتراف بها.
ووفقا لوكالة كونا الكويتية فإن «ألباريس» قال في حديث مع إذاعة «كاديناسير» المحلية قبل بدئه جولة شرق أوسطية تشمل العراق ولبنان أن «معظم الدول التي ترى أن هناك طريقا واحدا لتحقيق السلام هو الاعتراف بدولة فلسطين القابلة للحياة».
وزير الخارجية الإسباني الذي أعرب عن احترامه الكامل لقرار دولة جنوب أفريقيا برفع دعوى قضائية ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، أن إسبانيا تنتظر قرار المحكمة بشأن طلب جنوب أفريقيا ما يفتح الباب لانضمام جهات أخرى.
وشدد على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية «ليس فكرة فلسفية جميلة، بل إنه الهدف المركزي للسعي نحو السلام»، مضيفا أن «الجميع يعلم ما الذي يجب فعله، لكن أولئك الذين يريدون صنع السلام في الشرق الأوسط يحتاجون إلى الشجاعة السياسية».
نعم… الشجاعة السياسية هي مفتاح السلام في الشرق الأوسط، والوضوح والشفافية هما صمام الأمان في المنطقة، والرؤى الصادقة والثوابت التاريخية وقوة الردع هي معايير إقامة العدل والضرب بيد من حديد على وجه كل محتل غاصب.
بلغ عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين 138 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والبالغ عددها 193 دولة، ونأمل أن يكون الاعتراف المرتقب من مدريد بدولة فلسطين بداية جديدة لإقرار العدل والحقوق المشروعة بالقوة الدولية وأن تحذو باقي الدول التي لم تعترف بفلسطين حتى الآن نهج إسبانيا لتكون تلك هي بداية النهاية للاعتراف الدولي الكامل بالدولة الفلسطينية، وحق الأشقاء في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتنعم المنطقة بالسلام والاستقرار والعدل وتتوقف بحور الدماء.
باختصار… لابد أن تدرك دولة الاحتلال وكفلائها الأمريكيين والأوروبيين أن الشعب الفلسطيني صاحب حق مشروع، وأنه لن يفرط في دولته وتراب وطنه، وأن جميع دول العالم مارست حق تقرير المصير إلا الشعب الفلسطيني الذي مازال يعاني منذ عقود وحتى يومنا هذا من الاحتلال الغاصب، وأن دولة الظلم مهما طال أمدها فلابد وأن يأتي يوما تنكشف فيه الغمة.
تبقى كلمة… الشعب الفلسطيني شعب محتل له حق المقاومة والدفاع عن قضيته بكل ما أوتي من قوة بما في ذلك القوة المسلحة… أما الكيان الصهيوني فهو سلطة احتلال لا بديل أمامها سوى الرحيل.
نضال الشعب الفلسطيني لن ينقطع أبدا، ما دامت الحياة مستمرة فستبقى قضية الوطن إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، هم الأجيال المتعاقبة التي تزداد قوة وثباتا وتمسكا بالحقوق المشروعة، وسوف يأتي يوم تتطهر فيه أرض مهبط الأنبياء من أقدام النازيين الجدد ليدون التاريخ في صفحاته ناصعة البياض حكاية شعب قدم آلاف الشهداء على مدار عقود طويلة ليموت الشعب ويحيا الوطن.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية