نون والقلم

احمد الملا يكتب: علماء السنة والسلف يسقطون خرافة الإجماع على صحة البخاري!!

في هذا المورد سوف نذكر بعض الموارد التي فيها تأكيد مباشر أو غير مباشر من بعض علماء السنة على أن البخاري ليس بصحيح وهناك من هو أصح منه وأن فيه الخطأ؛ الأمر الذي يسقط خرافة القول بإجماع الأمة على صحة البخاري.

أولًا: اعتراض مسلم على البخاري؛ فمسلم ترك أحاديث كان يعتقد بضعفها أخرجها البخاري؛ وهذا ما بينه الباجي في كتابه التعديل والتجريح – الجزء الأول – الصفحة 286؛ حيث قال «وقد اخرج البخاري أحاديث اعتقد صحتها تركها مسلم لما اعتقد فيها غير ذلك».

ثانيًا: الدارقطني المتوفي سنة 385 هــ أي بعد البخاري بأكثر من مئة سنة يشهد بأنه لا يوجد هناك إجماع على كتاب ممن تقدم أو تأخر كــالموطأ للإمام مالك ؛ حيث قال «لا أعلم أحد ممن تقدم أو تأخر اجتمع له ما اجتمع لمالك» وبيان ذلك نجده في مورد آخر قال في «ما على ظهر الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك»؛ وهذا ما نقله الزرقاني في كتابه «شرح الزرقاني على الموطأ» الجزء الأول الصفحة 58 والصفحة 63؛ ويؤكد أن هناك من اعترض على البخاري لتسميته بالمجرد لأنه كان فيه المعلق والمرسل وغيرها؛ وهذا يعني أن الدارقطني وهو ممن جاء بعد كتابة البخاري يقر بأن الموطأ أصح من البخاري وقد وافقه على ذلك ابن فهر الذي نقل عنه هذا الكلام وجاء الزرقاني مؤيدًا لذلك في شرحه وبين أن هناك من فضل الموطأ على البخاري؛ فأين الإجماع ؟؟!!.

ثالثًا: أبن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى الجزء الثالث عشر في الصفحة 353 وهو يتحدث عن حديث إنشاء خلق جديد للنار؛ قال «وإن ما وقع في بعض طرق البخاري –أن النار لا تمتلئ حتى ينشئ الله لها خلق آخر – مما وقع فيه الغلط؛ وهذا كثير»!! فابن تيمية هنا يؤكد على أن بعض طرق البخاري وقع فيها الخطأ والغلط وهو كثير!!.

رابعا: ابن حجر العسقلاني في مقدمة هدي الساري؛ وفيها:-

أولًا: مقدمة هدي الساري للعسقلاني في حد ذاتها وسبب كتباتها كان هو لدفع ما سجل من اشكالات ونقوضات على البخاري؛ وهذا بحد ذاته يسقط خرافة الإجماع؛ فلو كان هناك اجماع على الصحة لما كانت هناك طعون واشكالات دفعت بالعسقلاني لدفعها من خلال كتابة المقدمة والشرح على البخاري.

ثانيًا: جملة من التفصيلات التي ذكرها في المقدمة تسقط خرافة الإجماع على صحة البخاري وهي بالشكل التالي:

1- أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المدني وغيرهم رفضوا أربعة أحاديث في البخاري وقالوا بعدم صحتها «الصفحة 9 من مقدمة هدي الساري» وهؤلاء من كبار علماء السنة فقد ذكر ثلاثة بالاسم وقال غيرهم؛ فالله العالم بعدد هؤلاء الذين قال عنهم «غيرهم» !!.

2- في الصفحة 18 يؤكد العسقلاني أن الذين اخرج لهم البخاري ممن اتهم بالضعف هم ثمانون رجلًا!! فإذا كان البخاري يخرج لمن هو متهم بالضعف فأين الصحة ؟؟!!.

3- في الصفحة 19 يؤكد العسقلاني أن ثمانين حديثًا انتقد عليها البخاري ولذلك رجحه على مسلم!!.

4- في الصفحة 20 ينقل العسقلاني أن الكثير من الشيوخ وعلماء المغرب يفضلون مسلم على البخاري؛ فينقل عن القاضي أبو الفضل بن عياض في كتاب الالماع عن الطنبي أنه قال: بعض شيوخي يفضل مسلم على البخاري؛ والقاسم بن القاسم التجيبي قال: أبو محمد بن حزم كان يفضل مسلم على البخاري.

5- ذكر العسقلاني في الصفحة 29 ان المعلق يأتي بصورتين – بصيغة جزم وبصيغة تمريض- ؛ فأما ما جاء بصيغة الجزم فيه صورتين أما يأتي به البخاري على شروطه وأما ليس على شروطه !! «أي أنه يأتي بالحديث على خلاف الشروط التي وضعها على قبول الحديث وصحته !!» والسبب في ذلك يبينه العسقلاني لأنه لم يسمع الحديث أو لأنه شك في سماعه من شيوخه!! يعني كتاب الصحيح فيه أمور مشكوكة ظنية غير قطعية مبنية على المحتمل!! ويؤكد العسقلاني أن هذا موجود عند البخاري في غالب ما اورده عن شيوخه!! يعني بكثرة!! ويأتي أحدهم ويقول لك البخاري صحيح!!.

6- في الصفحة 30 يقول العسقلاني ان الأحاديث التي يقبلها لكنها ليست على شرطه فيها أصناف منها الحسن والضعيف؛ ويعطي أمثلة وبيان ومن ثم يبين أحد الأمثلة على الروايات الضعيفة والتي قال عنها بأنها لا تنجبر بسبب الانقطاع كحديث طاووس عن معاذ فهذا ضعيف لا يمكن جبره لأن طاووس لم يسمع من معاذ!!.

7- في الصفحة 31 يتحول العسقلاني الى صيغة التمريض ويبين أن ما فيها من أحاديث لا يستفاد منها الصحة «صيغة التمريض عند جميع العلماء لا تدل على صحة الحديث» وفي الصفحة 33 يعطي العسقلاني مثال على ما هو ضعيف جاء به البخاري كالحديث الذي نقله عن ليث بن أبي سيلم فيقول هذا ضعيف وشيخ شيخه لا يعرف!!.

8- ما طرح في النقاط أعلاه الخاصة بمقدمة العسقلاني «هدي الساري» هو مختصر جدًا ولمن يريد أن يعرف المزيد عليه أن يراجع تلك المقدمة وسوف يرى أن العسقلاني من حيث يشعر أو لا يشعر قد اسقط خرافة صحة البخاري من جهة ومن جهة أخرى اسقط خرافة الاجماع على صحته لأنه كشف العديد والعديد من الأمور المخالفة للصحة؛ لكنه حاول أن يداري أو يغطي على تلك الأمور من خلال التبريرات التي تبقى هي تبريرات لا أكثر؛ فهو وكما يقال أراد أن يكحل البخاري فأعماه؛ فالعسقلاني من خلال هذه المقدمة وإن كان يحاول التبرير للبخاري لكنه أقر ومن حيث لا يشعر بعدم صحة البخاري فيكون ممن انضم إلى قافلة الذين لا يقولون بصحته.

ولكل من يريد أن يطلع على المزيد من الحقائق يرجى متابعة محاضرات وبحوث المرجع المهندس الصرخي الحسني التي فيها تصحيح العقيدة؛ وذلك من خلال متابعة البيج المرفق رابطه أدناه: https://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny1 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

 In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى