الأمثال الشعبية هي مرآة صادقة لحكمة الشعوب، وهي مستودع العادات والتقاليد، كما أنها تعتبر خلاصة تجارب الأمم، وبفضل تداولها عبر العصور أصبحت تُشكل وجدان الشعوب، يلجأ إليها الناس من حين لأخر ليستمدوا منها كيفية التعرف على أمر ما اعترضهم.
ورغم ذلك هناك من يُبخس الأشياء حقها ولا يعرف قيمتها ويتهاون من تلك الحكم ويُفرط فيها بسهولة وهو لا يشعر.
في هذا السياق تقول الحكمة على هؤلاء «اللي ما يعرف الصقر يشوية» ولهذا المثل حكاية، يُقال إن رجلاً كان لديه صقر غالي وكان مصدر رزقه وكان يصطاد به ويبيع الصيد ويأكل به هو وأسرته.
وفي يوم من الأيام أطلق الصقر إلا أنه لم يعود، فأخذ يبحث عنه إلى أن رأى راعي إبل فسأله عن الصقر، فقال له الراعي نعم إنه رأى طائران يتقاتلان فقرعهما بعصاه وذبحهما، ها هما على النار وأنه ينتظر شواءهما.
فبهت الرجل صاحب الصقر وحزن، وقال أتشوى الصقر إنه لا يؤكل، فما كان من الراعي أنه قال له صقر أو غير كلها طيور.
الذي لا يُقدر قيمة العلم والخبرة والتجارب السابقة يُهدر ويُفرط في فُرص الإصلاح بذات القول «كلهم طيور».
لم نقصد أحد!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية