الإخوان ليسوا أول المنحرفين، ولن يكونوا آخرهم.
كم من طائفة ظهرت في بلاد المسلمين، وكم من «دجال» صال وجال، وجمع بعضاً من الجهلة خلفه، ثم زال، واندثرت بدعه، في أوقات وأزمان متفرقة، بعضهم حركته أطماع زينتها نفوس مريضة، والبعض الآخر كانوا صناعة أجنبية من المستعمرين، الذين أرادوا إطالة عمر بقائهم في أرض العرب وبلاد الإسلام، فقد كان أولئك المستعمرون يواجهون أمة متماسكة، تحمل في يدها كتاب الله، وفي قلوبها سنة رسوله، وعلى لسانها حرف هو المداد، ولغة هي المدد، وإيمان هو الزاد.
أطلقوا علينا كل الشواذ، ونشروا الإرهاب، بالفكر قبل السلاح، إن خاب هذا نجح ذاك، زينوا الإلحاد، وشكلوا له الأحزاب، ونشروا الرذائل، وعندما فشلوا ألبسوهم ثياب «التقاة والمصلحين»، وتقدم الأدعياء الصفوف، فخدعوا القلة من الناس، وقالوا لهم إن الجنة تنتظرهم، فانشقت الأمة، وتمزقت أوصال الدول، وطفت الفئة المارقة الخارجة على إجماع الأمة إلى السطح، وكشرت عن أنيابها التي نبتت في الظلام، وتوحشوا ليضيفوا إلى فسقهم فجور من استقوى واستكبر.
تلك أفعال من يخشون الأمة، التي عاشت مطمئنة على عقيدتها، أمة تمسكت بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه، عليه أفضل الصلاة والسلام، فكانت جماعة الإخوان هي سلاحهم في القرن العشرين، هم من حاربوا الأوطان، وهم من شقوا المجتمعات، وهم من ميزوا بين الناس، وهم من اغتالوا الذين يسدون عليهم الطريق، وهم من يبتسمون للناس، وتنظيماتهم السرية تطلق عليهم الرصاص، وهم من يقفون خلف دمار الدول، وتشتت الشعوب، وهم من تحالفوا مع «شياطين الأرض» للقضاء على أتباع الكتاب والسنة، لأنهم قوة الإسلام وعزته، وهم من تحولوا إلى عبدة «أصنام بشرية» جعلوا الدين في يد «مرشد» و«محفل» سري شبيه بالماسونية!
وكما اختفت الحركات الطائفية والانعزالية، التي مرت على هذه الأمة العظيمة من قبل ستختفي حركة الإخوان، وستكون نسياً منسياً.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية