مازال الغرب يكشف عن المزيد من ملامح وجهه القبيح حتى صرنا نقرأ قسماتهم، نعي نظراتهم، نعرف إيماءاتهم ونسمع همساتهم بعدما تعارفنا من المسافة صفر.
العداء الأزلي السافر للإسلام والعروبة هو السمة المشتركة بين الصهيونية والغرب، وكلما اقتربت خطوط التماس من بعضها انكشف ما وراء المساحيق أسرع، وبدت حقيقة الوجوه واضحة أكثر، وسقطت كل الأقنعة المصطنعة والمزيفة، وأصبحنا قريبين من دخيلة قلوب صناع القرار حتى لنستشعر حرارة نفثهم شرا وكراهية.
وكلما اقتربنا راعنا ما تخفيه سطور مواثيقهم المخادعة وعقودهم المضللة وعهودهم الكاذبة، رأينا كيف تطحن مقومات الشعب العراقي، وتدمر حضارة وتراث الشعب السوري، وتنهب ثروات الشعب الليبي، وكيف يباد الشعب الفلسطيني الأعزل وأطفاله الأبرياء بآلاف الأطنان من القنابل الغبية أكثر من الذكية على يد جنود صهاينة أغبياء أكثر من قنابلهم لم يتمكنوا على مدي ثلاث أشهر من مغالبة أفراد المقاومة المسلحة وجبنوا عن مواجهتهم فسارعوا إلى الانتقام لقتلاهم في الشيوخ والنساء والرضع وأفرغوا حنقهم وحقدهم على المدنيين ليلا.
هذا هو أسلوب المستعمرين في كل الحقب التاريخية، لا يتغير لأنه إجرام يسرى مجرى الدم، تقتيل بدون تمييز، واغتصاب بلا أي وازع أخلاقي، وتدمير بغير ضمير إفسادا في الأرض، وهناك الفرنسي اليهودي، والأمريكي اليهودي.. والألماني كذلك!! أصبحوا ينتصرون لليهودية أكثر من اليهود أنفسهم، يخوضون إلى جوارهم حربا غير متكافئة، عرفناهم وعرفونا جيدا من المسافة صفر، نعترف بأننا شعوب ضعيفة الشخصية، لا تقدس العمل ولا تقبل على تحصيل العلم بل تهوى التجارة فقط، التجارة في كل شيء يصنعه الغرب، تلك هي السيرة الأولى كما عهدناها في قبيلة قريش.
هجرنا علماؤنا واستفاد الغرب من علمهم، وأصبح شبابنا يحلم بأوطانهم على قوارب الموت، قاست مجتمعاتنا المحافظة من مظاهر الفتن والضلالة وعانت من مختلف سيناريوهات التدمير الذاتي والانتحار السياسي تحت وطأة الإرهاب السياسي والطائفي والديني المسلح المسخر من الغرب والموجه تحت مسمى ثورات الربيع العربي، ثم إشاعة الفيروسات والأمراض سريعة الانتشار وإحداث العدوى، ونشر الفساد الأخلاقي والشذوذ، إنه مخطط كبير يستهدف المسلمين أينما وجدوا ولا يستثنى منه أي وطن عربي.
لقد جعلنا من أنفسنا تطبيقا حيا للمثل القائل «المذبوحة تسخر من المسلوخة»، وبرغم كل هذا يعتز كل مواطن عربي بمقوماته ويتمسك بهويته وأصالته، ويدرك أنه ليس هناك من مخرج سوى الأخذ بجميع أسباب المنعة والقوة بالتسلح بالعلم والتمسك بالتضامن والمحافظة على المقومات الوطنية، وسيكون الأمر أقرب إلى التحقيق بكل يسر وسهولة إذا جعل كل زعيم عربي مسافة علاقته بهموم أفراد شعبه صفرا.
لقد علمتنا الحرب الصهيونية على غزة من المسافة صفر أن من يدّعون القوة جبناء، ومن يزعمون الجبروت أغبياء، وأن ساستهم مراوغون وجنودهم شواذ وأن تاريخهم كله عار عليهم ولا يحمل التاريخ لهم أي موقف يشرفهم.
أمّا شرطي العالم الذي ضاق بكونه ليس إلا بلد مهاجرين نشأ وسط حضارات عريقة فلم يتطور فكره منذ عهد «الكاوبوي» ويتلخص في أن البقاء للأصلح، وأن صاحب الكفاءة هو الشخص الأسرع في سحب مسدسه، لذلك فهم أبعد ما يكونون عن رسم سيناريوهات التنمية لكل بلد عربي مسلم لأنهم ليسوا أهل سلام ولا جديرين بالثقة، ولا يجوز أبدا أن تبني الدول العربية علاقاتها مع الغرب والصهاينة من المسافة صفر.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية