بدأت الأستار ترفع، والأسرار تكشف، ونحن لا نعرف من نصدق ومن نكذّب، فالأطراف المتقاتلة غير موثوق بها، كلامهم تفوح منه رائحة كريهة، عفنة، تجعلنا عاجزين حتى عن إظهار مشاعرنا، فالشك يغلب العاطفة، ويجعل الأوراق كلها متداخلة، ومكملة لبعضها البعض، وكأنهم متفقون على أن يكونوا متضادين علناً، ومتفقون سراً!
طوفان حماس ليس مقاومة، ولا يتحدث العربية، كان مجرداً من الأهداف المعلنة، لهذا تساءلنا في نهار السابع من أكتوبر عن الغاية، ولم يجبنا أحد، رغم علمنا التام بأن الرد الإسرائيلي سيكون قاسياً، وقد يكون الفرصة المنتظرة منذ عام 1967، أن تجرف غزة، ويرّحل سكانها، أو ما تبقى من سكانها، وتلحق بما سلب من قبل، و«هنية» يبرر بأن طوفانه كان من أجل التحفيز وإثارة مشاعر الأمة، وكأن هذه المشاعر «ألعوبة» أطفال في يده، وأيدي قادة مَحْفَلِهِ، الذي رحل من القطاع قبل إشعال النار، وزاد الطين بلة عندما قال: إن الوضع بحاجة إلى دم يهدر وأرواح تزهق لتغذية النضال!
وكان نتنياهو وجيشه على أهبة الاستعداد، فضربوا المستوطنات بالطائرات والمدفعية الثقيلة، وأحدثوا كارثة يرتزقون منها، فإذا بالذين قتلوهم أكثر من الذين قتلهم الطوفان الوهمي، وعندما تساءل العالم عن أقوى أجهزة الاستخبارات، أين كانت؟ لم يجد إجابة، ولكن الشك انتشر بعد أن شاهد حجم المذابح في القطاع، وكيف حشر الناس في مناطق ضيقة وغير آمنة حتى وصلوا إلى النقطة الأخيرة في الجنوب، وبدأ الكلام يتردد حول علم أطراف كثيرة بذلك السيناريو المعد مسبقاً، سواء من المشاركين أو من المحرضين.
وطفت بعض الحقائق إلى السطح، فكل لاعب يريد أن يظهر مهاراته، بعد أن طالت فترة جلوسه على «دكة» الاحتياط ومدرجات المتفرجين، وخرجت الحقيقة من مصادرها بالنسبة للطوفان، ولن ينتظر العالم طويلاً حتى يسمع الحقيقة من الطرف الآخر، الذي لم يدخر سلاحاً لم يستخدمه لتدمير غزة، وقتل سكانها وتشريدهم.
والأيام حُبلى.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية