في حسبة ممعنة في الخطأ، تمنى المعسكر الصهيو -أمريكي وكلابهم من المتصهينين العرب تدمير حماس وكل مقاومة في غزة العزة. لكن وقائع ميادين الصراع تشي بأن كيانهم في فلسطيننا المحتلة، هو الذي يتآكل ويتفكك، وعاجلا أم آجلا سينهار.
تعطش العدو للدم ومسح غزة عن الوجود، ليس رغبة في الانتقام لما حصل يوم السابع من تشرين الأول فقط، بل تنفيذا لوصايا تلمودية، لا يستطيع أي من اليهود المتصهينين منع نفسه، من الانقياد لتعليماتها الإجرامية التي تلهب خيالهم، وتحدد تفاصيل مسلكياتهم الكارثية تجاه الآخرين.
لا ريب في أن حرب الإبادة الصهيو – أمريكية على غزة، قد استسقت الكثير من مخزون الغضب، المكبوت في أعماق أمة العرب والأمم الإسلامية وأحرار العالم، وتؤسس بقوة وعميقا، للكثير من أفعال الانتقام المؤطر جيدا.
أفعال تلوح في الأفاق القريبة والبعيدة، ستطارد العدو في كل مكان. أجيال وأجيال متعاقبة من الأطفال والصبية والرجال، لن تنسى ولن تغفر أبداً، لقتلة حرب الإبادة الوحشية هذه، وبالتأكيد لن تنسى تلك الأجيال الصامتين والمتواطئين والمتخاذلين ولا الجبناء.
فقد ارتكب الغزاة بكل تلاوينهم وأعلامهم وأغراضهم، خطيئة كبرى حين ظنوا أن النجاح في مقاصدهم، يقاس فقط بعدد من يقتلون، وبحجم ما يدمرون، وتغافلوا على أن للمقاومة الممتدة من مضيق هرمز إلى غزة العزة، عبر باب المندب والعراق وسورية ولبنان، القول الفصل في تحديد نُبْل الانتصار وأخلاقياته.
وإلا فكيف يمكن تفسير هذا الصعود الحاد المذهل، في شعبية المقاومة ودرة التاج فيها حماس وكل عناوين المقاومين في غزة، في كل هذا الكوكب الأرضي؟!
كل التحليلات الموثوقة في هذا العالم، التحليلات الموضوعية، لا تلك المثقلة بالحقد أو الغل أو الكرة أو الحسد، تؤكد عناقيدا من اليقينيات، التي لا تسر أيا من الغزاة ولا كلابهم المتصهينين.
إن معسكر المقاومة الذي يصارع الغزاة وجها لوجه ببراعة وفعالية، قد نجح نجاحا باهرا، في احتلال الموقع الأول والوحيد للدفاع عن فلسطين، والعمل على تحريرها، وفق الأسلوب الأمثل والأفضل، وهو أسلوب القوة المادية.
تلك يقينيات ليست مجرد أرقام أو استسلام لأوهام، بل وقائع ميدانية، بالدم الطاهر البطل تتراكم كل لحظة، وتؤسس لما بعد الحرب وما بعد الاحتلال، يقينيات تكسب المقاومة شعبية، ومشروعية قيادة الأوضاع لعهود طويلة قادمة، فحتى وهي تشعل جذوات الغضب الساطع في كل مكان، اشعلت جذوة أول الرصاص النبيل، ووهج أول الحجارة، وشجاعة الانتفاضات المتكررة، قبل أن تُهيل عليها خيانة أوسلو الكثير من التراب.
شلال الدم المتدفق من باب المندب، حتى كل فلسطين، أيقظ الإحساس لدى كل الأحرار، أن النصر بالقوة ممكن. فبيوت الأعداء كل الأعداء، أوهن من بيت عنكبوت.
أنصحكم وأنتم تتلفتون حواليكم، أن تتفحصوا مرجعيات وأجندات كل من يقول سوى ذلك، فمن لم تصله رياح التغيير بعد، أيقظوه فهو نائم أو جاهل أو عميل.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية