شتاؤنا جميل، وأرضنا تبهر الأنظار في هذا الفصل القصير والرائع، يد مباركة ألهمها رب العزة، زرعت وروت وتابعت وبنت ومدت المياه، وحفظت السيول في الوديان، وجنت الخير، الذي عم الجميع.
في هذه السنة نحتفل ببقعة غالية مع بداية الشتاء، ضمن أفكار ومبادرات صاحب الرؤية، من يغير المستحيل إلى واقع ملموس وحاضر بيننا، ففي كل عام كانت لدينا منطقة جديدة يحتفى بها، ونتعرف عليها، فإذا بنا نكتشف أننا غبنا عن الجغرافيا والتاريخ والتضاريس داخل الوطن، وأننا ما نزال نفاجأ بإنجازات محمد بن راشد، التي سمعنا بها أفكاراً وأحلاماً، ولم نتخيل أنها أصبحت حقيقة.
آخر زياراتي لمنطقة «حتا» كانت قبل 30 عاماً، وربما أكثر قليلاً، وأتذكرها جيداً، فقد كانت رائعة بطبيعتها البكر، تحتضنها الجبال، وتمر عليها المياه المتجمعة خلف سد صغير، وبحيرة بدأت تتشكل، وعشت مع هذه الذكرى حتى سمعت قبل أيام بأن «شتانا في حتا»، فهذا يعني أن الشتاء هذه السنة يختلف.
وتأكدت من ذلك بعد أن شاهدت الصور والأفلام في وسائل الإعلام المختلفة، وكم تمنيت أن أكون هناك، حتى أشاهد على الطبيعة لمسات شيخنا، التي لم تمر على أرض إلا أزهرت، وتفاخرت بحلتها الجديدة الجامعة للتطور والتقدم، والتنمية مع المحافظة على الإرث المتأصل، فالمكان أصبح أكثر إبهاراً بمشاريعه الجاذبة للسياح المحبين للطبيعة، وأولئك الهواة للرياضات الجبلية والمائية، ليس في الشتاء فقط، بل في كل المواسم، والميزة التي امتازت بها «حتا» أن أهلها هم المستضيفون للزوار، فكل جديد بها خلفه شاب أو شابة، وكل مزرعة وبيت حولها أصحابها إلى استراحات وفنادق، فقد كانت توجيهات الشيخ محمد بن راشد الاستفادة من الطاقات والإمكانات المحلية لدعم التنمية في المنطقة.
شتاؤنا قصير، ولكنه ممتع، وعندما يكون «شتانا في حتا» لا بد أن نكون مع الزوار خلال هذا الموسم.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية