نون والقلم

د. وجدي زين الدين يكتب: مصر هي الرابحة

انتهت الانتخابات الرئاسية والتي شهدت إقبالاً منقطع النظير لم تشهده أية انتخابات سابقة سواء كانت رئاسية أو برلمانية، وستعلن الهيئة الوطنية للانتخابات نتيجة الفائز برئاسة مصر يوم «الاثنين» القادم، بعد انتهاء أعمال الفرز وجمع الأصوات.

لكن يبقى أمر بالغ الأهمية لا بد من الحديث عنه وهو أن الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هو مصر، نعم مصر كسبت تفعيلاً سياسياً لم يحدث من ذي قبل في وجود أربعة مرشحين خاضوا السباق الرئاسي.

مصر الدولة القوية القادرة، نجحت في تحقيق أكبر إنجاز سياسي بالبلاد، وهو تفعيل الحياة السياسية والحزبية في سابقة جديدة على البلاد من بعد ثورة 23 يوليو 1952 التي قضت على الأحزاب السياسية تماماً، وجمدت نشاطها.

وكان ذلك بمثابة الوبال الذي عطل الحياة الحزبية بالبلاد لعدة عقود من الزمن حتى ظهرت بوادر انفراجة ضئيلة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وباتت الحياة الحزبية هشة في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، حتى جاءت ثورة 30 يونيو 2013 وكان من أهم أحد مخرجاتها الرئيسية هو تفعيل الحياة السياسية والحزبية، وهذا ما لمسناه مؤخرًا في تفعيل الاستحقاق السياسي الأهم بالبلاد وهو السباق الرئاسي.

نعم فازت مصر بمكاسب سياسية رائعة، إثر الإرادة السياسية من الدولة المصرية بتفعيل الحياة الحزبية، وهذه هي خطوة بالغة الأهمية في المسار الديمقراطي الذي بدأته مصر مؤخرًا.. وهذه الخطوة المهمة جدًا ظهرت بشائرها الرائعة من خلال الإقبال الكثيف على الإدلاء بالتصويت من قبل المصريين، لدرجة أن الهيئة الوطنية للانتخابات، اضطرت إلى طبع بطاقات تصويت جديدة، بعد نفاد الكمية التي تم طبعها في البداية، ما يؤكد على الإقبال غير المسبوق الذي حدث في هذه الانتخابات.

وكل ذلك يؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن المصريين قد فازوا في المقام الأول في هذه الانتخابات، نعم فازوا أولاً بتفعيل الحياة السياسية، وثانياً فازوا بوجود إرادة سياسية قوية تعمل على تفعيل المسار الديمقراطي وتطبيق حقيقي لمواد الدستور، وثالثاً فازوا بتبادل الثقة مع الدولة المصرية.

وبات لديهم اليقين الكامل بالقضاء تماماً على التزوير والتزييف واللعب في أصوات الناخبين، فهذه ظاهرة غارت إلى غير رجعة، وبدأت البلاد مرحلة جديدة لها مكاسب سياسية حقيقية على الأرض.

انتهت الانتخابات الرئاسية والفائز فيها هو المواطن المصري الذي قدم ملحمة وطنية في حب مصر، وصدر مشهداً رائعاً عن البلاد أمام العالم أجمع الذي أشاد بنزاهة وشفافية هذه الانتخابات في سابقة هي الأولى من نوعها.

العالم كله الذي راقب هذه الانتخابات لم يسجل مخالفة واحدة أو أية عرقلة في سير عمليات التصويت، وهذه هي عظمة المواطن المصري.

والأكثر روعة في هذا الأمر هو تكاتف جميع مؤسسات الدولة المصرية في تقديم كافة الخدمات لتسهيل العملية الانتخابية. فقد كانت هذه المؤسسات شعلة نشاط، خاصة وزارة الداخلية التي لعبت دورًا مهمًا في تأمين وسلامة المقار الانتخابية، إضافة إلى تسهيل وصول ذوي الاحتياجات الخاصة لمقار اللجان، كل ذلك يأتي في إطار تنفيذ الإرادة السياسية لتفعيل الحياة السياسية بالبلاد، ولذلك ظهرت مصر بهذا الشكل المشرف الذي سيسجله التاريخ بحروف من نور.

والأمر يستوجب توجيه الشكر إلى كل من شارك أو ساعد في هذا المشهد الحضاري والشكر في المقام الأول إلى المواطن المصري الذي يتمتع بكياسة وفطنة ووطنية بالغة.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

 In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى