لولا الواقع الذي أصبح يداهم الجميع لما رغبت أن أكتب في هذا المجال، إلا أن شدة الآلام والقهر الذي أصاب معظم من هم حولنا.. لابد أن يدفعنا إلى أن نقول شيئا ينبع من ضمائرنا.
لقد بات معظم شعبنا يتحايل على مقومات العيش البدائي وأساسيات وأولويات الحد الأدنى من الحياة، ومع انعدام المداخيل وانخفاض معظم الإيرادات وعدم توفر فرص العمل للمواطن، فلقد بات الفارق بين متوسط دخل الفرد واحتياجات الأسرة الواحدة شهريا كبير جدا وفقط للضروريات القصوى للحياة من غذاء ودواء فقط.
لقد بات بعيدا جدا هذا الفارق.. بل رهيبا ومرعبا.. لمواجهة وحش الغلاء العجيب الذي داهم الجميع بلا رحمة ولا توقف.. وضعف القوة الشرائية للمدخول المحدود الذي يحيط بمعظم شعبنا.
وذلك بظل ما أصابنا من حروب وكوارث وظروف قاسية أحاطت بنا من كل جانب.
إن البحث عن مورد إضافي بات الهاجس الذي يعيشه شعبنا اليوم.. فمنهم من اعتمد على بيع ما لديه من مجوهرات ومنهم من باع شيئا من أثاثه وفرشه ومنهم من اعتمد على إعانات من أبنائه في الخارج ومنهم من يسترزق من المنظمات وما أدراك ما المنظمات.
لقد بات عدد المتسولين من حولنا في ازدياد.. والأكثر منه أطفال ونساء ينبشن داخل حاويات القمامة التي أصبحت مصدر رزق للكثيرين والمؤلم أن ترى نساء يأكلن من حاويات القمامة بجانب بعض المطاعم، أو أطفال ينتظرون أمام أبواب بعض المنظمات وفرق الإغاثة عند الظهيرة للنيل قلالا من فضلات طعام موظفي المنظمات وربما كان الأكثر منهم احتياجا من هم داخل جدران البيوت.. يمنعهم التعفف والخجل.
ومازال البحث جاريا.. !!! نعم مازال البحث جاريا.. !!
ومازلنا نسمع كل يوم بصوت مرتفع.. ممن يزداد عددهم بلا توقف..
وبعدين.. ؟؟؟.. وإلى أين..؟؟
هل نسير بسرعة جنونية نحو خط الفقر الذي لا يرحم ولن يرحم.. أو يثتثني أحدا..؟؟!!
اللهم لاحول ولا قوة الا بالله..
اللهم نجنا وارحمنا.. ويا مغيث أغثنا.. يا مغيث أغثنا.. !!
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية