يُحكى في كتاب «كليلة ودمنة» أنه كان هناك حمامتان ذكر وأنثى، وكان عشهما ملئ بالقمح والشعير، فقال الذكر للأنثى: لدينا طعام كثير لكننا نعيش في الصحراء، فإذا أتى الصيف فلم نجد مما جمعنا شيء، فرضيت الأنثى برأي الذكر وقالت ماذا سنفعل؟
قال الذكر سننطلق بعيداً لإحضار قمح وشعير أكثر يُعيننا على قحط الصحراء، وكان الشعير والقمح الذي تركه مع الأنثى ندياً، وطار الذكر إلى مكان بعيد وغاب فيه، ولما عاد كان الصيف قد جاء فرأى القمح والشعير قد نقص، فقال للأنثى: كنا قد اتفقنا على الا نأكل مما جمعنا، فقالت الأنثى لم أكل منه شيء وحلفت على ذلك، إلا أن الذكر لم يصدقها وقام بنقرها حتى ماتت.
ولما جاء الشتاء والأمطار ندى الحب فامتلاء به العش، وأدرك الذكر أنه ظلم الأنثى، وأصبح نادماً على ما فعل بها وقال: فمن كان عاقلاً علم بما في الحياة من ليل ونهار وصيف وشتاء، ما كاد له أن يعجل بالعذاب أو العقوبة، ولاسيما بعذاب من يخاف أن يندم على عذابه.
كما ندم الحمام الذكر على قتل الأنثى، ثم قال الملك اثنان هما الفرحان «البصير والعالم» كما أن البصير نور العالم، كذلك العالم يبصر البر ويبتعد عن الإثم في عالم أصبحت فيه سرعة الحكم على الناس أسرع من سرعة الضوء.
لم نقصد أحد!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية