لليوم الثاني على التوالي، يتزايد الإقبال الكثيف على الإدلاء بالتصويت من جموع المصريين في ظاهرة أكثر من رائعة لم تشهدها مصر من ذي قبل. وهذا أكبر دليل على الوعي والكياسة والفطنة السياسية العظيمة، التي يتمتع بها شعب مصر العظيم.
ودائماً ما يثبت المصريون أنهم على قدر عالٍ من المسئولية، فقد قدم الشعب صورة مشرفة للدولة الوطنية المصرية، خلال هذا الاستحقاق السياسي الأهم الذي تشهده البلاد، في ظل تفعيل حقيقي للمسار الديمقراطي الذي يبتغيه الجميع.. هل يوجد من يقول غير هذا؟!.. الحقيقة أن هذه الصورة الرائعة لا ينكرها إلا كل جاحد أو حاقد أو أعمى النظر والبصيرة.
ما فعله المصريون خلال اليومين الماضيين والنزول بهذه الكثافة الواسعة يؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك على الوعي الكبير الذي يتمتع به جموع المصريين. كما يؤكد أيضاً أنه رد عملي على الأرض لكل من دعا أو يدعو إلى المقاطعة في هذه الانتخابات، فقد لقن المصريون درساً لهؤلاء الأوباش الذين لا يريدون خيراً لهذا البلد.
وأثبت المصريون أنهم قادرون على التصدي لكل من يريد الفوضى والاضطراب داخل الوطن. ويعنى أيضاً أنه لن يقدر على هذا الشعب أي مخلوق على وجه الأرض.. الشعب قادر وقوي ويستمد هذا من دولته القوية القادرة التي حققت إنجازات على الأرض لم تحدث من ذي قبل، فلا المتآمرون ولا أصحاب المخططات يقدرون على فعل شيء أمام هذه الإرادة الحقيقية الصلبة للمصريين.
وهذا المشهد العظيم وتلك الاحتفالات والكرنفالات في هذه الانتخابات تؤكد على عظمة وقدرة المصريين البارعة خاصة أنهم قد خيبوا ظن هؤلاء الذين راحوا ينشرون الأكاذيب والشائعات قبل إجراء الانتخابات. وجاء رد المصريين قاطعاً في الانتخابات بالخارج والداخل على كل هؤلاء بالخروج بكثافات للإدلاء بأصواتهم.
دائماً ما تراهن الدولة المصرية والقيادة السياسية على وعى المصريين في كل الأمور، وهذا الوعي الكبير تمثل في العديد من الأمور منذ بداية ثورة 30 يونيو وحتى الآن، ولا يخلو موقف إلا ونجد هذا الوعي يظهر واضحاً وجلياً لدى المصريين، فهو محركهم الأول والأخير، ولأن المصريين يدركون تماماً الأخطار التي تحدق بالبلاد بشكل لم يسبق له مثيل.
ولأن الدولة المصرية منذ 30 يونيو 2013، تخطو خطوات واسعة نحو التقدم، جعل أهل الشر يديرون المكايد وخلافه ضد الوطن العظيم.. كل ذلك دفع المصريين لأن يمارسوا حقوقهم الدستورية ويسجلون ملاحم وطنية في هذا الاستحقاق الرئاسي المهم، ويصدرون المشهد الرائع للدولة المصرية.
ثم إن الإرادة السياسية التي تحدثت عنها بالأمس التي تريد السير في المسار الديمقراطي، جعلت الشعب المصري، يتواكب معها بشكل أكثر من رائع، خاصة في ظل وجود أربعة مرشحين بالسباق الرئاسي، ولا إجبار على أحد للإدلاء بصوته لمرشح دون الآخر، لكن الوعي هو الذي يسيطر على فكر المصريين والحرية أمامهم في اختيار من يرى، وتلك هي قمة الديمقراطية، وبالتالي تكون مصر قد وضعت أقدامها على الطريق الصحيح في مجال الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
اليوم هو قبل الأخير في التصويت للانتخابات الرئاسية، وسيواصل المصريون الملحمة الوطنية في حب مصر، بالنزول إلى صناديق الاقتراع. ولذلك يجب على كل من له صوت انتخابي ولم تسعفه الظروف أن يقوم بالتصويت ولا يفرط في حقه الدستوري وواجبه الوطني، من أجل المشاركة الإيجابية في هذا العرس الديمقراطي وأعتقد أن الوعي الكبير لدى المواطنين لا يمكن أبداً أن يمنعهم من أداء هذا الواجب.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية