نون والقلم

صبحة بغورة تكتب: الصهيونية النازية

تماما مثلما فعل زعيم النازية أدولف هتلر باليهود خلال الحرب العالمية الثانية يريد الصهاينة اليوم استرجاع كرامتهم التي لم يجد لها هتلر حينها أي وجود ولم يعثر لها على أثر وعلم وقتها أنهم حيوانات ليس لهم إلا المحرقة، كذلك يفعلون بأهالي غزة وبالفلسطينيين ويتمنون أن يفعلونه بالعرب أجمعين فجعلوا غزة محرقة إسرائيل الكبرى، وجردوا الشباب من ثيابهم في الشارع واقتادوهم في عربات مكشوفة إلى جهة مجهولة!!

حقيقة لقد فعلت النازية الألمانية باليهود ما يندى له جبين الأحرار، ولكن أن يستأسد بني صهيون على الشعوب المسالمة بعد أن عاشوا قرونا آمنين وسطهم فهذه مصيبة، وأن يستعينوا بالعدو الغربي من الضالين والمغضوب عليهم من أهل الكتاب فهذه مصيبتين، حرق المدن وتهديم المساكن فوق رؤوس المواطنين ليلا، والتفتيش العاري للنساء داخل الزنزانات الانفرادية! وتجريد مئات الشباب الفلسطيني من ثيابهم في الشارع في شهر ديسمبر البارد من عام 2023 وقتل الأطفال والنساء وتهديم المستشفيات والعيادات فوق رؤوس المرضى بعد قطع الكهرباء والأدوية عنهم ثم نزع أعضاء الشهداء وضحايا التعذيب الوحشي بالسجون وسلخ جلودهم، كلها من ممارسات الصهيونية الوحشية اللعينة المأخوذة من مخلفات النازية القميئة.

لم يقمع جبروت النازية الألمانية وحليفتها الفاشية الإيطالية وباقي دول المحور مثل اليابان إلا التحالف البريطاني الفرنسي والتدخل العسكري الأمريكي، ويخطئ من يظن أن دول الحلف الأوروبي كانت تهدف استرجاع  السلام والأمن الدوليين، لأن كلا من بريطانيا وفرنسا كانتا دولتين استعماريتين تستعبدان الشعوب وتحتلان أكثر من ثلثي دول الكرة الأرضية.

ولم يحيد الكيان الصهيوني عن الخط عندما شارك بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي على مصر خلال حرب السويس عام 1956 واعتمد على الدعم الأمريكي المباشر في حرب 1967على مصر أيضا، كما لم يسبق أن تجرأ على الانفراد بقراره بعيدا عن الإدارة الأمريكية صاحبة الأمر والنهي في شؤونه، بمعنى أوضح أن ما يجري في فلسطين هو بعلم أمريكا، وقدّر الكيان الصهيوني في غض بصرها وإصابتها بالطرش أنها فرصة للتمادي أكثر.

ما أسعد ألمانيا وهي ترى الكيان الصهيوني يمارس نفس أساليب النازية القديمة في حق أجداد وآباء هؤلاء الصهاينة والتي بسببها اتهمها العالم بالإجرام في حق الإنسانية ووصموهم بالوحشية المفرطة على من كانوا بالأمس ضحاياها، والآن صار أبناؤهم بإجرامهم يعيدونها كالتلاميذ النجباء بأيديهم في حق الفلسطينيين العزل.

الصهيونية النازية مزيج بين إيديولوجيتين مضطربتين، غير مأمونتين، مهووستين بالذاتية القميئة والعنصرية القبيحة، ويتميزان بجوانب خفية شديدة العداء للإنسانية لا تفصح عن نفسها سوى في النزاعات السياسية و الصراعات العسكرية، إن ما يفعله الصهاينة بأهالي غزة c’est deja vu شوهد من قبل مطبقا على جدودهم اليهود في ألمانيا، ويجب عليهم أن يشفقوا على أنفسهم وعلى أبنائهم منه، وهم يعلمون مدى الألم أن يرى المرء أهله ضحايا الحرق أو الموت تحت الأنقاض، والجميع يعلم أن ما قهر الألمان عام 1945 ما زال هو نفسه صالحا للاستعمال في 2023 وفي كل وقت.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

 In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى