دوشة فنية

“مدن ونساء” للروائي الإماراتي سعيد البادي

إبحار في الزمان والمكان والقضايا المعاصرة

 

أصدر الكاتب الروائي الإماراتي سعيد البادي أحدث نتاجاته الإبداعية وهي روايته الجديدة  تحت عنوان “مدن ونساء” والتي تشكل إضافة جديدة للمكتبة العربية بما تحمله من أجناس روائية متعددة داخل عمل أدبي واحد ينتمي في النهاية  إلى مجال أدب الرحلات.

ويقدم البادي في روايته التي تقع في 334 صفحة من القطع المتوسط وصدرت عن دار “كتاب للنشر”  رؤية مستنيرة  عن التداخل الحتمي بين مصائر البشر واختياراتهم، والتشابك الذى يحكم مسارات حياتنا بين الواقع والخيال، فما قد يحدث لفرد في قرية صغيرة معزولة يتأثر به بقية البشر بطريقة أو أخرى نظرا لأن العالم أصبح مجرد قرية كونية صغيرة.

وفي اطار سردي يبحر الروائي سعيد البادي بالقارئ في بحور الزمان والمكان محلقا به في التاريخ والجغرافيا عابرا المدن والقرى والبلدات ، ومتناولا عبر فصولها عدة قضايا معاصرة في محاولة لمعالجتها بطريقة روائية، تعكس مدى تأثره بثقافة بلاده في التسامح الديني ، وعمق ارتباطه بالارث الحضاري الذي تركه الرحالة العرب الأوائل شرقا وغربا.

وتبدأ احداث الرواية من مطار إسطنبول الذي ينطلق منه الكاتب في جولة مثيرة حول العالم حيث فضاء المغامرة الذى يطرقه بطل الرواية على خلفية قصة حب كلاسيكية تلهب المشاعر وتنقل القارئ بسلاسة ليجد نفسه في خضم عالم الجاسوسية والمطاردات البوليسية المثيرة من خلال حبكة درامية تتلاقى فيها قصة الحب مع المطاردات المثيرة ، ثم ما يلبث القارئ ان يجد نفسه في سياق رحلة تأملية فلسفية وجودية بحثا عن الذات الضائعة المشتتة في فيافي الوحدة وصحراء الحنين.

وتمتلك الرواية نكهة خاصة في أحداثها التي يحركها حب المؤلف للمغامرة والاستكشاف، حيث يقتحم الكاتب فضاءات متعددة وثرية من الكتابة، متسلحا بكم معرفي متراكم ومتنوّع، وبلغة أدبية ساحرة، حرص فيها على تشويق القارئ، فيقدم لنا عملا إبداعيا مميزا خارجا عن نطاق التقليدية، ليبقي القارئ على خط التماس مع الأحداث كأنه جزء منها بفضل التفاصيل الدقيقة التي تحافظ على درجة التشويق نفسه خلال فصول الرواية المختلفة.

 

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى