يبدأ الصمت الانتخابي بعد غدا والذي يستمر يومين هما «الجمعة» و«السبت» ليبدأ الماراثون الانتخابي يوم الأحد لأهم استحقاق سياسي تشهده البلاد وهو انتخاب رئيس الجمهورية، طبقا لما أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات الرئاسية، والمعروف أن الانتخاب يستمر لثلاثة أيام متتالية وهي الأحد والاثنين والثلاثاء الموافق 10 و11 و12 ديسمبر.
وقد لاحظنا خلال الأيام الماضية برامج لأربعة مرشحين في السباق الرئاسي وهم الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد وفريد زهران رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري.
وكل مرشح في ظاهرة هي الأولى التي تشهدها البلاد قدم برنامجاً انتخابياً يعبر عن رؤية حزبه في هذه الانتخابات، وتعد هذه أيضا المرة الأولى في انتخابات الرئاسة التي تشهد وجود أربعة مرشحين، ما يعنى أن هناك إرادة سياسية كبيرة لتفعيل الحياة الديمقراطية في البلاد من خلال تفعيل حقيقي لدور الأحزاب السياسية وتنشيط الحياة الحزبية.
كل هذه الدلائل تؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن مصر القوية تسير نحو الاتجاه الصحيح، في ظل الاستقرار الأمني والسياسي الذي يسود حاليا في مصر، ويعنى أيضا تفعيلًا حقيقيًا لمواد الدستور خاصة المادة الخامسة من الدستور التي تقضى بأنه «يقوم النظام السياسي على أساس التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات والتوازن بينها وتلازم المسئولية مع السلطة واحترام حقوق الإنسان وحرياته على الوجه المبين في الدستور». ولذلك فإنه يمكن القول بأن مصر دخلت مرحلة الدول الكبرى التي تهتم بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.
هذا الاستحقاق السياسي المهم الذي تشهده البلاد بهذا العدد من المرشحين، يعنى أن مصر باتت دولة قوية قادرة على تحقيق الحياة الكريمة التي يبتغياها المصريون مند زمن طويل، ولولا الإرادة السياسية الكبيرة للدولة المصرية، وهذا الاستقرار السياسي والأمني الذي تحقق منذ ثورة 30 يونيو 2013 والقضاء على الإرهاب الذي خاضت له البلاد حرباً ضروساً حتى تطهرت البلاد من أوكاره وجماعات التطرف المختلفة ما وجدنا أبدا هذا المشهد السياسي الرائع الذي تشهده مصر حالياً. فالاستقرار السياسي والأمني في مصر، يدفع إلى جلب كل ما هو خير للوطن والمواطن.
ويبقى الدور المهم للمواطن وهو ضرورة المشاركة الإيجابية في هذا الاستحقاق السياسي الأهم الذي بات تنفيذه على الأبواب، ولذلك لابد أن نجد حشود المصريين تندفع إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتها وممارسة الحق الدستوري الذي يعد واجباً وطنياً يجب الالتزام به وعدم التفريط فيه، لأن التخاذل بشأنه يعد خيانة أولاً للمواطن نفسه، وثانيا يعد خيانة للدستور والقانون.
ولدىّ القناعة الكاملة أن المصريين لا يمكن أبدا أن يفرطوا في حقهم وواجبهم تجاه بلدهم، وهذا ما عهدناه في المصريين منذ ثورة 30 يونيو 2013 وحتى الآن في العديد من المواقف التي تستوجب وجود المواطن ومشاركته، وقد ظهر ذلك واضحاً مؤخرًا من خلال التفاعل والمشاركة الإيجابية في انتخابات المصريين بالخارج الذين سطروا ملحمة وطنية رائعة شهد بها العالم أجمع، وصدروا من خلالها صورة رائعة عن مصر الجديدة التي نعيش فيها.
إذن المشاركة في الانتخابات الرئاسية ليست رفاهية، إنما هي ضرورة وطنية يجب على الجميع الامتثال إلى تطبيقها وتفعيلها والشعب المصري لديه وعي سياسي كبير وهو يضرب المثل الأعلى في المشاركة السياسية الفعالة. وجاء الآن الدور على الانتخابات الرئاسية والتي تتطلب من المصريين المشاركة ليثبتوا للعالم أنهم شعب واع يمارس حقوقه الدستورية والقانونية ولا يفرط فيها أو يتخاذل عن أداء دوره الوطني كما عهدت الدنيا منه. فالعالم كله يترقب إجراء الانتخابات في مصر، وهناك متربصون يتآمرون من أجل إضعاف عزيمة المصريين والنيل منها للحد من النزول إلى صناديق الاقتراع.
انزل.. شارك.. هو شعار مهم وضرورة وطنية تقتضي من جموع المصريين الناخبين أن يثبتوا للعالم أن المصريين يعيشون في دولة يسودها الأمن والاستقرار السياسي، ولابد من تفويت الفرصة على كل المتربصين الذين يحاربون بكل جهودهم من أجل النيل من مصر.
ولذلك من الضروري أن يقوم المصريون كما يحمل شعار الدكتور عبد السند يمامة «قوم يا مصري» بممارسة الحق الدستوري والقانوني وإجهاض كل المحاولات اللعينة التي تشوه مصر وتسعى بكل السبل والوسائل لإسقاطها.. فالممارسة الوطنية والدستورية في الانتخابات الرئاسية مهمة جدًا لإجهاض مخططات ومؤامرات الخارج وأذرعهم في الداخل والذين لا يريدون خيرًا لهذا البلد.
المصريون لديهم القدرة الكاملة للرد على كل مظاهر التشويه أو النيل من الدولة بالمشاركة الفعالة في الانتخابات والنزول إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم الدستوري من أجل حماية الوطن والدولة المصرية وتوجيه صفعة إلى كل المغرضين.. قوم يا مصري شارك وصوت لمن تريد من المرشحين الأربعة، فهذا واجب لا يجب التخاذل عنه مهما كانت الأسباب لتصدير المشهد اللائق بمصرنا العزيزة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية