نون والقلم

د. وجدي زين الدين يكتب: الرؤية المصرية الصحيحة

دائماً مصر صاحبة رؤية ثاقبة وحاسمة في كل القضايا التي تشغل المنطقة والإقليم، وهذا ما تأكد تماماً خلال الشهرين الماضيين فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية البشعة على الشعب الفلسطيني الأعزل، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حتى الآن.

فقد اتضح يقيناً أن السياسة المصرية في هذا الشأن كانت واضحة بشكل أذهل العالم كله، والتي تضمنت أنه لا تصفية لـ القضية الفلسطينية بأي حلول تطرحها إسرائيل، أو بمعنى آخر لن تقبل مصر أبداً بإيجاد حل على حساب دول مجاورة أو حتى غير مجاورة كما اقترح وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، ومن هنا كان الموقف المصري واضحاً جداً في رفض التهجير القسري للفلسطينيين، لأن هذا الحل الإسرائيلي هو موت حقيقي للقضية الفلسطينية.

الرؤية السياسية المصرية التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي من بداية الحرب، تعنى يقيناً أن السياسة المصرية بعيدة النظر تماماً، وهو ما أقرت به بعد ذلك كل دول العالم التي كانت تقف مناوئة للقرار المصري الرافض تصفية القضية الفلسطينية.

مصر رأت، ومازالت هذه الرؤية قائمة على ضرورة اتباع الشرعية الدولية القائمة على أهمية استئناف مفاوضات السلام وتفعيل حل الدولتين القائم على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وقد وصلت الرسالة أو الرؤية المصرية إلى كل المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة.

وفي هذا الشأن أمام التعنت الإسرائيلي البشع الذي يصر على إبادة الشعب الفلسطيني، نجحت مصر مع شركائها المنادين بالسلام إلى تحقيق هدن، تم خلالها تبادل للأسرى، والأهم في هذا الشأن هو وصول المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينيين، ولا تزال مصر تواصل جهودها من أجل هدن أخرى حتى الوصول الكامل إلى الوقف الدائم للحرب الإسرائيلية، وضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات واستئناف عملية السلام الشامل القائم على الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين.

والحقيقة التي يعلمها العالم أجمع الآن هي الاعتراف بالدور المصري البالغ في هذه الأزمة الخطيرة التي لها تداعيات مرعبة ليس فقط على المنطقة والإقليم فحسب وإنما على كل دول العالم، الذي ستتأثر مصالحه بما يجرى من أحداث بشعة في غزة.

ولذلك وجدنا أن المجتمع الدولي بات ينظر إلى الرؤية المصرية بعناية فائقة، ووجدها هي الأفضل للجميع في إطار علاج الأمور بالدبلوماسية ومفاوضات السلام، بدلاً من الحرب الدموية التي تسعى إلى إبادة شعب كامل بالمخالفة إلى كل المواثيق والعهود الدولية والاتفاقيات المبرمة في هذا الشأن.

وقد نجحت مصر خلال الشهرين الماضيين بحنكة وحكمة سياسية بالغة في توصيل رسالة للدنيا كلها أن الاحتلال الإسرائيلي يضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط، وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً.

ويخطئ من يظن أن مصر قد تلين لها قناة أو تتهاون أبداً في أي حق من حقوقها أولاً، أو أن تغفل في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، والمواقف المصرية واضحة وثابتة منذ وعد «بلفور» 1917، حتى كتابة هذه السطور، ولن تتهاون أبداً كذلك في الدفاع عن الأمن القومي المصري والحدود المصرية، ولذلك يخطئ من يظن أن الخطر قد زال عن مصر أو انتهى، إنما الثبات المصري على هذه المواقف الوطنية يجعلها أكثر حذراً في ظل وجود أخطار حقيقية تتعرض لها المنطقة بأسرها وعلى رأسها مصر، وفي ظل أيضاً أن مصر تقع حالياً وسط بؤرة ملتهبة كما هو حادث الآن في ليبيا وفلسطين والسودان وسوريا واليمن.. والمعروف للجميع أن العين على مصر والهدف الرئيسي هو مصر، لذلك فإن الخطر مازال قائماً ويجب أن يعرفه الجميع.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

 In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى