نون _ دبي _ أحمد عبد السميع
وقعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مذكرة تفاهم مع شركة «تيراباور» الأمريكية المتخصصة في الابتكار في قطاع الطاقة النووية، والمملوكة لبيل جيتس، بهدف التعاون المشترك في مجال تطوير تطبيقات التقنيات المتقدمة في هذا القطاع.
وقالت المؤسسة إنها اتفقت مع شركة «تيراباور» على دراسة التطوير المحتمل للمفاعلات المتقدمة في الإمارات والخارج.
وتأتي مذكرة التفاهم مع سعي الإمارات لتوسيع قدراتها في مجال الطاقة النووية، وتعهد أكثر من 20 دولة في مؤتمر المناخ (COP28) بزيادة نشر المفاعلات النووية 3 أضعاف هذا العقد لمكافحة تغير المناخ.
وقال محمد الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية (المملوكة للدولة)، خلال حفل التوقيع إن الإمارات تتطلع إلى مستقبل للإلكترونات والجزيئات النظيفة التي ستُحَوَّل إلى واقع ملموس من خلال المفاعلات المتقدمة.
ومن جانبه قال كريس ليفيسك، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة تيرا باور، إن «جلب التقنيات النووية المتقدمة إلى السوق أمر بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف العالمية لإزالة الكربون».
وتملك الإمارات حالياً محطة واحدة للطاقة النووية التقليدية بالقرب من أبوظبي، والتي بدأت في إنتاج الكهرباء في عام 2020. وفي الوقت نفسه، لدى شركة تيرا باور مشروع تجريبي قيد التنفيذ لمفاعل ناتريوم المتقدم في ولاية وايومنج الأميركية، والذي تأمل أن يبدأ تشغيله عام 2030.
ومن المفترض أن تكون المفاعلات المتقدمة أصغر حجماً وأسهل في البناء وأكثر ديناميكية من المحطات التقليدية، ويعتبرها البعض مكملاً حيوياً لمصادر الطاقة المتقطعة مثل الرياح والطاقة الشمسية التي تتوسع بسرعة.
وستتعاون مؤسسة الإمارات للطاقة النووية و«تيرا باور» في مجموعة من المجالات بما في ذلك التصميم الفني والجدوى التجارية لتطوير تقنية الناتريوم، التي ابتكرتها الشركة الأميركية، في كل من الإمارات والولايات المتحدة، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام).
وسيتم استخدام هذه التكنولوجيا بشكل أساسي في إنتاج الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية إلى جانب التطبيقات غير التقليدية للطاقة النووية التي تشمل إنتاج الهيدروجين وسبل تسريع خفض البصمة الكربونية للقطاعات التي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة، وذلك باستخدام الكهرباء الصديقة للبيئة.
وتتركز تقنية الناتريوم في تصاميم المفاعلات التي تعتمد على تقنية التبريد بالصوديوم والتي تتميز بالتكلفة التنافسية، إضافة إلى نظام تخزين الطاقة باستخدام الملح المصهور، حيث يوفر هذا المزيج المتميز إمدادات مستقرة من الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية، ويتكامل بسلاسة مع شبكات الطاقة.
وستقوم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية و«تيرا باور» أيضاً بتقييم طرق تحسين استخدام تقنية الناتريوم لضمان استقرار شبكة الكهرباء من خلال تطوير قدرات كبيرة لتخزين الطاقة.
وستمكن مذكرة التفاهم بين الجانبين من بحث فرص التعاون في مجالات الهندسة والقوى العاملة وتطوير سلسلة الإمداد، علاوة على دعم المشاريع داخل الإمارات، مع انتداب مهندسين إماراتيين إلى المقر الرئيسي لشركة «تيرا باور» في الولايات المتحدة.
كما تفتح المذكرة الباب أمام مؤسسة الإمارات للطاقة النووية لقيادة عملية تصدير تقنية الناتريوم إلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وشبه القارة الهندية، وذلك بهدف تسريع التسويق التجاري والتصدير العالمي لهذه التقنية بشكل مشترك بموجب اتفاقيات الترخيص مع «تيرا باور»، وذلك في إطار برنامج «الشراكة من أجل تسريع الطاقة الصديقة للبيئة»، الذي أطلقته كل من الإمارات والولايات المتحدة، في أبريل عام 2023، والذي يهدف لتسريع تطوير الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية ومواجهة التغير المناخي وتمويل تكنولوجيا الطاقة النظيفة.
وعلى مدار الـ15 عاماً الماضية، طورت المؤسسة محطات براكة للطاقة النووية، حجر الزاوية في قطاع الطاقة النووية في دولة الإمارات، والتي أصبحت أكبر مصدر منفرد للكهرباء النظيفة في المنطقة، وهي على بعد محطة واحدة من التشغيل الكامل لمحطاتها الأربع، والتي من المقرر أن توفر 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء على نحو خالٍ من الانبعاثات الكربونية، بينما توفر الآلاف من الوظائف المجزية للكفاءات الإماراتية.
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية