انهيار الهدنة في الحرب الإسرائيلية البشعة على قطاع غزة كارثة حقيقية بكل ما تعنى هذه العبارة من معانٍ، فإسرائيل واصلت حرب الإبادة مرة أخرى ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، بل قامت خلال اليومين الماضيين بقصف عنيف ومتزايد على الفلسطينيين، وراح ضحية هذا القصف في أربعة وعشرين ساعة أكثر من ألف شهيد ومصاب وأربعمئة غارة جوية.
انهيار الهدنة يعنى أن إسرائيل تصر على عمليات الإبادة البشعة التي تقوم بها منذ السابع من أكتوبر، بهدف تصفية القضية الفلسطينية، وهذا الحلم الإسرائيلي لن يتحقق أبداً مهما فعلت إسرائيل وحلفاؤها من المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية.
إن قرار إسرائيل بانهيار الهدنة لن يرحم الحكومة الإسرائيلية من المحاكمة سواء داخل إسرائيل أو أمام المحكمة الجنائية الدولية، جراء ما فعلته بحق الشعب الفلسطيني، ولن تستطيع مهما فعلت من جرائم أن توقف حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
إن ما فعلته إسرائيل بشأن انهيار الهدنة، بهدف مواصلة حرب الإبادة لن يحقق لها أبداً ما تريده من تصفية القضية الفلسطينية، لأن ما يحدث هو انتكاسة حقيقية واستهانة من الجانب الإسرائيلي بكل الجهود المبذولة من أجل تمديد الهدنة حقناً لدماء الفلسطينيين وتأمين نفاذ المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة.
ولابد أن تعلم إسرائيل وحلفاؤها أن توسيع نطاق العمليات العسكرية خاصة في جنوب قطاع غزة بهدف إجبار الفلسطينيين على التهجير القسري لن يؤدى أبداً إلى تحقيق الحلم الإسرائيلي، فالشعب الفلسطيني لن يفرط في أرضه، ولن يقبل أي أحد بأي حل على حساب الدول الأخرى، سواء كانت عربية أو حتى أوروبية وأمريكية كما يتنادى بذلك الوزراء المتطرفون في حكومة «نتنياهو».
إن إسرائيل قوة محتلة لأرض فلسطين، وهي بذلك تخالف أحكام القانون الدولي الإنساني خاصة في أحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، ولتعلم إسرائيل وحلفاؤها أن مصر لن تقبل بأي حال من الأحوال عمليات التهجير القسري للشعب الفلسطيني خارج أرضه، لأن ذلك بمثابة خط أحمر ولن يتم السماح بتجاوزه أبداً.
السؤال الآن المهم أين مجلس الأمن من كل هذه الجرائم الإسرائيلية؟! وأين دوره في ضرورة وقف الحرب؟! ولماذا يطبق مجلس الأمن القانون فقط على الدول الضعيفة، فهل هذه هي العدالة؟ والحقيقة المرة أن مجلس الأمن لا يقوم بواجباته المنوط بها، وتلك هي الكارثة أو المصيبة البشعة التي يجب إيجاد حل لها، ما يحدث الآن في غزة يستوجب تنفيذ مجلس الأمن القرارين الصادرين عنه وعن الجمعية العامة للأمم المتحدة.. يجب فوراً وقف هذه الحرب البشعة وضرورة اللجوء إلى مفاوضات السلام وتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية