نون والقلم

محمد يوسف يكتب: الاستعداد للرحيل

والمجهول لن يطال أهل غزة فقط، فالشظايا تتطاير، وتأخذ في طريقها القوي المتغطرس مع البريء الضعيف، والشظايا ليست «ناراً وحديداً» فقط، بل هي موقف ورأي وقناعة، وهي أقوى في كثير من الأحيان.

كثيرون عليهم الاستعداد للرحيل، خاصة تجار الأزمات، أصحاب الإمكانات المحدودة، والمحصورة في الدماء، وقد قالها إيهود باراك الذي يمثل المعارضة الإسرائيلية اليوم، بينما هو في ذات يوم سابق كان رئيساً للوزراء، وكان محتلاً متغطرساً، ومحباً لاستخدام القوة المفرطة في وجه الأبرياء العزل، قال إن إسرائيل بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية لا تضم المتطرفين.

والمتطرفون هم نتنياهو وشركاؤه من اليمين المتشدد، وبلا شك على رأسهم من أوصل الأمور إلى ما نشهده اليوم، ذلك المستفز بتصريحاته العنصرية وتصرفاته الإجرامية، المدعو «بن غفير»، من أشعل الشرارة باقتحاماته المتكررة مع المستوطنين للمسجد الأقصى، ومن وزع السلاح على الناس العاديين ليقتلوا بناء على الهوية، ومعه آخرون، مثل الذي هدد باستخدام القنبلة النووية ضد غزة، ومن يهدد بالانسحاب من حكومة نتنياهو إذا لم تستكمل الحرب وتمسح غزة.

هؤلاء يراهم باراك خطراً على الأمن الإسرائيلي، ويجب أن يختفوا من المشهد السياسي، فالخطر كان من حماس وأصبح من الداخل!

وحماس أيضاً راحلة، بل رحلت بالفعل، فالذين يدافعون عن غزة اليوم هم أهلها، شبابها وشباتها، وليس ذلك التنظيم صاحب الصفقات المشبوهة، ليس بائعو الأوطان التابعون للعابثين بهذه الأمة، فلا سنوار ولا هنية ولا مشعل، ولا أي اسم من أسماء أولئك الذين يرفعون رايات النصر وهم واقفون على أنقاض المدينة.

ولم يبق من بعدهم إلا تلك السلطة الغائبة، والتي تجاوزتها الأحداث الأخيرة، والعاجزة بعد أن طالت فترة استرخائها، وحان موعد رحيلها.

المجهول يتربص بكل من قتل وشرد، ومن ضحى بشعبه من أجل دور بطولي قبل دخوله غرف الإنعاش.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

 In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى