نون – دبي – أحمد عبد السميع
يشهد «كوب28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة الإعلان عن نتائج أول عملية تقييم لاتفاق باريس «كوب28» أول اتفاق عالمي إلزامي بشأن المناخ ويهدف إلى احتواء الاحترار العالمي في حدود 1.5 درجة، وإعادة النظر في الأهداف المعلنة كل خمس سنوات.
تمت الموافقة على اتفاق باريس في 22 أبريل خلال الاحتفال بيوم الأرض، بحضور وتوقيع 175 من رؤساء دول وحكومات العالم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك عام 2016.
انتهت مدة السنوات الخمس الأولى في عام 2021، وتستغرق مدة التقييم عامين، وتمر بثلاث مراحل تم الانتهاء من الأولى والثانية وهي تجميع البيانات، وتقييمها فنياً وتقنيا، وتختص المرحلة الثالثة بإعلان النتائج والمتوقعة خلال المؤتمر.
الظواهر الكارثية
تبرز العديد من الظواهر الكارثية نتيجة للتغير المناخي وفي مقدمتها: الجفاف الشديد، ندرة المياه، الحرائق الشديدة، ارتفاع مستويات سطح البحر، الفيضانات، ذوبان الجليد القطبي، العواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي.
في سلسلة من تقارير الأمم المتحدة، اتفق الآلاف من العلماء على أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية سيساعدنا على تجنب أسوأ التأثيرات المناخية والحفاظ على مناخ صالح للعيش. ومع ذلك، تشير السياسات المعمول بها حالياً إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
إشكالية الطاقة
يشكل الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) أكبر إشكاليات التحدي المناخي، إذ يمثل أكثر من 75 % من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90 % من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بحسب تقرير «الطاق المتجددة- مستقبل أكثر أماناً».
وأضافت، لا يزال الوقود الأحفوري يمثل أكثر من 80 % من إنتاج الطاقة العالمي- لكن مصادر الطاقة الأنظف تزداد قوة (حوالي 29 % من الكهرباء تأتي حاليًا من مصادر متجددة).
لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ، طالبت الأمم المتحدة بخفض الانبعاثات بمقدار النصف تقريباً بحلول عام 2030 والوصول بها إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، منوهة إلى أنه لتحقيق هذه الجهود، فإننا نحتاج إلى التخلص من اعتمادنا على الوقود الأحفوري والاستثمار في مصادر بديلة للطاقة تكون نظيفة ومتاحة وفي المتناول ومستدامة وموثوقة.
كوب1
انطلقت النسخة الأولى من «كوب» في مدينة برلين بألمانيا عام 1995، بهدف خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والحفاظ على الحياة في الكوكب، وقرر أطراف مؤتمر المناخ عقد اجتماع سنوي كل عام لمدة أسبوعين «cop» في إحدى الدول لإطلاق المبادرات والخطط وتوقيع الاتفاقيات وتقييم الجهود والتعامل مع مستجدات التغير المناخي.
برزت تداعيات اجتماعات «cop» مع انعقاد الدورة الثالثة التي استضافتها مدينة كيوتو اليابانية عام 1997 وذلك باعتماد «إعلان كيوتو»- أول معاهدة دولية تضع أهدافاً ملزمة قانوناً لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري– والذي دخل حيز التنفيذ عام 2005، ووقعت عليه 195 دولة مشاركة بالقمة، وفرضت بروتوكولات كيوتو على 37 دولة متقدمة، تخفيض الانبعاثات بمعدل عام يبلغ 5% مقارنة بالعام 1990، وتخفيض نسبة 8% من الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي وذلك في الفترة من 2008-2012.
100 مليار
تعهدت الدول المتقدمة خلال «cop15» الذي استضافته كوبنهاغن، بتخصيص 100 مليار دولار سنوياً بدءاً من عام 2020 لمساعدة الدول النامية في بناء اقتصاد منخفض الكربون، وكذلك إخضاع إجراءات التمويل المقدمة للدول النامية إلى مراجعة دولية وإنشاء صندوق المناخ الأخضر لدعم مشاريع خفض الانبعاثات في الدول النامية.
تم الإعلان مؤخراً عن اكتمال تمويل الـ 100مليار دولار-لكن التغيرات المناخية المتسارعة تدفع لرفع هذه القيم ما بين 300 إلى 500 مليار دولار سنوياً بحسب تقارير الأمم المتحدة.
الاتفاق التاريخي
توصلت الدول المشاركة في مؤتمر الأطراف «cop21» الذي عقد في باريس 2015، إلى أول اتفاق إلزامي لجميع الأطراف لمواجهة التغير المناخي والتكيف مع آثاره مع إنشاء إطار للرصد والإبلاغ عن النتائج بشفافية بعنوان «اتفاق باريس».
تم التوقيع على الاتفاق بمقر الأمم المتحدة في نيويورك عام 2016 من جانب 175 من قادة الدول – أكبر عدد من البلدان توقع على اتفاق دولي في يوم واحد للمرة الأولى- وذلك خلال الاحتفال بيوم الأرض 22 أبريل.
استهدف اتفاق باريس وقف المضاعفات للتغير المناخي عن طريق خفض انبعاثات الكربون في المدى القصير واستهداف وقفها كلياً ما بين 2050-2070، مما يفيد بوجوب التعجيل للانتقال إلى قطاع طاقة خال من الكربون فترة لا تتجاوز 35 عاماً.
في حدث تاريخي، تعهد المشاركون في مؤتمر المناخ «cop27» الذي استضافته بمدينة شرم الشيخ المصرية في نوفمبر 2022، بتقديم تمويلات مناخية جديدة للمرة الأولى، وإنشاء صندوق «الخسائر والأضرار» لمساعدة البلدان النامية على معالجة آثار التغيرات المناخية.
من المتوقع أن يشهد «كوب28» الإعلان عن مقر الصندوق وآليات التمويل والدول المنوط بها تمويل الصندوق والدول المستفيدة وآليات إنفاق هذه التمويلات حيث يعد صندوق الخسائر والأضرار من الملفات المستمرة بين «كوب27» و«كوب28».
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية