مخطئ كل من يظن أن ما يحدث في غزة سينتهي عندما يكمل نتانياهو خطته باحتلال غزة بالكامل.
ومخطئ كل من يظن أن المشكلة دفنت تحت أنقاض البيوت والمدارس والمستشفيات التي دمرتها الآلة العسكرية الغاشمة.
ومخطئ كل من ساند وأيد حرب الإبادة ودعمها بالسلاح والعتاد، ولم يتعلم، ولم يفهم، أن فلسطين ليست «طائفة» إخوانية، ليست حماس، وليست تلك الأسماء التي تتردد على الملأ، فلسطين شيء آخر، مرت عليها كل الأمم، وكل الطوائف، ودنست أرضها جحافل الأباطرة والملوك، فزالت تلك الإمبراطوريات والممالك، وما زالت الأرض المباركة تتطهر من رجس الشياطين!
الحرب الحقيقية ستبدأ بعد أن يتوقف هؤلاء المندفعون تحت راية الإبادة الجماعية، من يعتقدون أنهم انتصروا، لحظتها سيكتشف الإسرائيليون أنهم عادوا إلى الوراء نصف قرن، إلى ما يشبه الذي حدث بعد حرب 1973، عندما اختفت ملامح «غولدا مائير» التي كانوا يتغنون بها، وغاب عن المشهد «موشي دايان»، الأيقونة العسكرية التي كانوا يفاخرون بها العالم، بعد أن هزمته إرادة أمة وعزيمة رجال، ومن خلفهما مسحت أسماء ومناصب وقادة، وكسرت شوكة الأساطير الهشة!
أول الراحلين، والأصح أن تقول «الخارجين» من مستنقع الدم المباح، سيكون نتانياهو ومن معه من القادة العسكريين والوزراء المتطرفين، سيذهبون إلى المجهول وهم يجرون خلفهم «خيبتهم»، وقد يكون المجهول اليوم معلوماً في القادم من الأيام، ولا يستبعد السجن من الاحتمالات المتوقعة.
ومن بعدهم، من بعد الذين داسوا كل القيم الإنسانية في غزة وفي الضفة، سيلتفت الآخرون حولهم، سيبحثون عن الذين انقادوا خلف المجرمين، يحرضونهم ويدعمونهم، وسيتساقط كثيرون، واحداً تلو الآخر، ومن الآن وحتى نهاية 2024 لن نشاهد قادة دول كبرى، ولن نسمع شيئاً عنهم، وسيخرجون من الباب الخلفي للتاريخ!
والتاريخ لا يرحم، ولا يغفر للغزاة المغتصبين ومن تبعوهم، لأنه لا ينسى.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية