هذه رسالة مواساة و«تربيت» على الكتف سيادة الرئيس جو بايدن، من باب الإنسانية، بعد أن قرأت تصريحاً صادراً عنكم تقولون فيه إن قلبكم انفطر، فقد انتابتني مشاعر مختلطة، وأحسست أنني وبحكم سني قريب مما ألم بكم بعد أن شاهدتم ما يصيب الأطفال والمرضى في غزة، حيث تضعف قلوب كبار السن أمام المآسي البشرية، ولأنكم أكبر مني بما يقارب 20 عاماً لم أستطع أن أتخيل، مجرد تخيل، كيف يكون حال من بلغ سنكم إذا انفطر قلبه!
سيادة الرئيس، مرت أيام وليال طويلة جداً على أهل غزة، والذين أعطيتهم الضوء الأخضر ليفعلوا ما يشاؤون بالبشر والحجر لا يترددون في ارتكاب الجرائم التي يندى لها الجبين، وكان جبينكم جافاً طوال 45 يوماً، منذ أن تحركت سفنكم لتأكيد موقفكم المؤيد لما يحدث وسيحدث في غزة.
وكان «الفيتو» الذي تملكونه في مجلس الأمن مرفوعاً في وجه القرارات المطالبة بوقف الحملة العسكرية غير المتكافئة، وغير المبررة، وغير المقبولة عالمياً، وذهبتم إلى المعتدي المتغطرس لتعلنوا على الملأ مساندتكم له، ولم يكن بحاجة إلى تلك المساندة، وقد استقبلكم نتانياهو بصاروخ على مستشفى «المعمداني»، فما كان منكم غير إبراء ذمة المعتدي وإلصاق التهمة بالمعتدى عليه!
سيادة الرئيس، قبل أربعة أيام من «انفطار» قلبكم كما تقولون، مهدتم لاجتياح مستشفى الشفاء، وأعلنتم أن معلوماتكم الاستخباراتية تقول إن «حماس» تتحصن بداخل المستشفى وتحته، وحدث بعده ما حدث، ومات من مات من الأطفال، وفقد المرضى كل الوسائل المساعدة على الحياة، وتركوا من دون أكسجين أو دواء أو رعاية أو سيارة إسعاف أو أطباء أو مبنى يحميهم، ولم تظهر أنفاق «حماس» تحت المستشفى، ولم تجدوا أسلحة في خزانات الأدوية، فقد كانت تقارير استخباراتكم أو استخباراتهم كاذبة، مثل كذبة «كولن باول» في مجلس الأمن قبل 20 عاماً، عندما تحدث عن امتلاك «صدام» أسلحة دمار شامل!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية