ليس كل مكسب يعنى الانتصار ولا كل خسارة تعنى الهزيمة، هذه حقيقة تناولتها الشرائع بشكل ظاهر ومحدد، إذ جاء القرآن الكريم «قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ» الزمر (15) وذلك هو الخسران المبين.
وفي إنجيل مرقس نُسب إلى السيد المسيح سلام الله عليه أنه قال «ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه» (8 : 36) والمقصود هنا كما جاء في القرآن والإنجيل هو خسارة النفس، فإذا خسر الإنسان نفسه سقط تحت وطأة الفشل، من ثم تكون الخسارة هي انحلال وتأكل الشخص لنفسه ولقضيته التي يحارب عدوه بسببها.
لذلك أنت تنتصر ما دمت تُحافظ على ثقتك في نفسك وفي قضيتك. وفي هذه الحالة تكون صادق، والصمود يصون كرامة الشخص والجماعة والقضية، لأن من شروط انتصار عدوك متوقف على انحلال وتأكل ذاتك والقضاء على قضيتك حتى لو تركك على قيد الحياة.
فالعدو يُحاول أن يُخرجك من التاريخ، وأعلم أن كل ما تفعله وما سوف تفعله هو استمرارك في التاريخ ليعلم العالم بقضيتك، إياك أيها المقاوم أن تستبدل عدوك، لأن الذي لا يساعدك الآن وهو من هو منك له هناك وقت أخر لمواجهته. والخلاصة أن من أسوأ ما حصل لنا في نصف القرن الماضي هو احتلال فلسطين واستمرار المذابح والقتل والهزائم إلا أن الانتصار أتى من غير ريب ولو كره الكارهين.
لم نقصد أحد!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية