أيام معدودة وتنطلق عملية التصويت في انتخابات رئاسة الجمهورية.. وهي انتخابات جعلتها حرب غزة تتراجع في اهتمام الناس.. ولكنها انتخابات هامة ومفصلية في هذه الأيام وسط الكم الهائل من الأزمات الخارجية والداخلية ووسط صراع عالمي في الشرق والغرب من أوكرانيا وروسيا وحتى غزة والسودان واليمن وسوريا وليبيا فكلها مناطق ساخنة تصدر الأزمات للغير.
المشاركة في الانتخابات تحمل رسائل مهمة للمجتمع الدولي أولا وللمصريين ثانيا.. فكلما زاد الإقبال على المشاركة في الانتخابات فهي رسالة أن المصريين يتمسكون بحقوقهم السياسية وعلى رأسها الحق في اختيار رئيس الجمهورية رغم الأزمات المحيطة وأن المصريون يثقون وبقوة في أجهزة دولتهم وفي قضاتهم، كما تعطي كثافه المشاركة انطباع إيجابي لدي الناس بأن قوة الشعب في صندوق الانتخابات وليس بالمظاهرات ولا الثورات.
والحق في المشاركة انتقل من مصاف الحقوق إلى مصاف الواجبات وبالتالي كل شخص له حق التصويت ملزم بأن يتوجه إلى صندوق الانتخابات ويختار من يراه الأفضل في الفترة القادمة لقيادة البلاد ولا يحق لأي منهم التنصل من هذا الواجب.
لذا فرضت القوانين غرامات ماليه على غير المشاركين وهذه الغرامات لا تحصل ممن وضعها في قوانين الانتخابات ولو تم تفعيلها مرة واحدة سوف يخرج الناس في الانتخابات التالية للمشاركة بقوة.
المشاركة في انتخابات الرئاسة القادمة أساس الديمقراطية وإحدى صور التعبير عن سيادة الشعب بأن الشعب يختار حاكمه بعيدا عن التزوير والتضييق على المنافسين وعدم استخدام إمكانيات الدولة في دعم أحد المرشحين ووضع أجهزة الدولة على الحياد في انتخابات مصيرية ومهمة وفي وقت عصيب في تاريخ مصر والبلدان العربية كلها.
ورغم اعترافنا بتراجع الاهتمام بانتخابات الرئاسة أمام ما يحدث في غزة من جرائم يندى لها جبين الإنسانية إلا أن الأمل باقي في الشعب المصري بالخروج أيام 1و2و3 ديسمبر في الخارج وأيام 10 و11و12 ديسمبر في الداخل بكثافة وبدون أي ضغوط أو رشاوي انتخابية كما كان يحدث في كل مرة.
نريد هذه المرة أن يخرج المصريين طواعية لصندوق الانتخابات حتى تصل الرسالة واضحة للغرب والشرق وحتى للحكومة الحالية بأن الشعب يملك آلية الحساب وهو صندوق الاقتراع ولكل من يحاول أن يبث روح الإحباط واليأس في نفوس المصريين.
الانتخابات الرئاسية فرصة تتكرر كل 6 سنوات فالادعى أن يخرج الناس ويشاركوا في هذا الحدث الهام الذي يقرر مصير دولة كبرى مثل مصر لها ثقلها في المنطقة العربية والعالم كله وأن يكونوا على قدر المسئولية التي ألزمهم بها الدستور والقوانين
وعلى الجمعية العمومية لمصر أن تشارك وتستغل هذه الفرصة لتقول كلمتها ومن سيفوز سيكون خلفه قوة جماهيرية يحتاجها في أي أزمة من الأزمات وتكون عون له في فترة رئاسته القادمة.. المشاركة قوة.. والمشاركة واجب وعلينا جميعا أن نؤدي الواجب لمصر أولا وللأجيال القادمة ثانيا.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية