نون والقلم

د. عادل رضا يكتب: طوفان الأقصى قراءة في اللحظة الزمنية والمستقبل

إن الانتصار الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى دخل في يومه السادس والثلاثين بعد نهاية هذه المعركة، حيث لم تستطع الحركة الصهيونية الرد عسكريا إلا في ممارسة قتل الأبرياء والمدنيين مع القصف اليومي والتفجير المتواصل الذي معه استشهد أكثر من ستة الاف طفل والعدد يزداد يوما بعد يوم.

أخبار ذات صلة

وهكذا اجرام عنصري يقوم به الصهاينة يعرفه و شاهده النظام الطاغوتي الربوي العالمي حيث لم تتحرك فيهم أي إنسانية أو مشاعر بشرية، وكذلك لم يستمعوا حتى إلى نبض شارعهم وشعوبهم التي خرجت في عشرات الآلاف في العواصم والمدن الأوربية والأمريكية وهي تطالب وتريد إيقاف ماكينة الذبح الشيطاني التي يقوم به الصهاينة ضد العزل المدنيين والذي لم يستثنى حتى المساجد والكنائس والمستشفيات من التدمير والذي وصل إلى ذبح الأطفال الخدج وفتح النار على المرضى و الأطباء والأطقم العاملة هناك وقصف المدارس التابعة للأمم المتحدة.

إن هذا الخروج والطوفان البشري الأوروبي والأمريكي الذي حدث في أكثر من موقع أهميته ليس فقط في الاعداد الكبيرة والتي وصلت في مدينة لندن على سبيل المثال لا الحصر إلى أكثر من ثلاثمائة ألف إنسان، أن أهمية هكذا خروج انه حدث في ظل سيطرة صهيونية كاملة وتحكم في مكائن صناعة الراي و نقل الاخبار هناك و هو خروج بشري أيضا حدث على الرغم من التهديد الرسمي الذي قامت به مواقع السلطة و الأمن الداخلي في تلك البلدان و التهديد المباشر في عدم الخروج للتظاهر السلمي؟!

فهل يا ترى ماذا سيحدث اذا أصبح هناك نقل حقيقي و شامل للحدث بدون رقابة و سيطرة ديكتاتورية طاغوتيه صهيونية ؟ كيف سيكون «قوة» الانفجار البشري ومداه وامتداده آنذاك في هذه المواقع؟ وأيضا يرجع السؤال المهم؟ هل هناك ديمقراطية حقيقية في تلك البلدان؟ وهل الديمقراطية ناجحة في نقل تناقضات ونبض الشعوب لمواقع السلطة والقرار؟ هذا سؤال حيوي اجابته في مكان اخر؟

ماذا لدينا في هذه اللحظة الزمنية الى الآن ضمن قراءتنا لما بعد عملية طوفان الأقصى في اليوم السادس والثلاثين؟ و نحن هنا لسنا محايدين، فالصهاينة اعدائنا و نحن في جانب المقاومة ضمن مواقع قوتنا و هي مسئولية الكلمة و محاولات قراءة الحدث من اجل صناعة حالة من الوعي و البصيرة و أيضا لكي «لا» تظل الساحة خالية من الصوت العربي الإسلامي الذي يريد صناعة الاستقلال والنهضة العربية و تحرير فلسطين من الغزاة الأجانب، وخاصة ان هناك حركة «تصهين عربي» إذا صح التعبير تمثل ليس فقط حالة خيانية خادمة للغزاة الأجانب بل هي أسوأ من الحركة الصهيونية نفسها من باب انهم ملكيين أكثر من الملك إذا صح التعبير و صهيونيين اكثر من الصهاينة وإن لبسوا ملابسنا و تكلموا في لساننا، لأن حركنهم خادمة للغزاة الأجانب و مواقفهم مضادة لمواقف معركة الاستقلال العربي «الحقيقي» الشامل التي اطلقتها معركة طوفان الأقصى.

ضمن هذا السياق جاءت القمة العربية الإسلامية وهي قمة لم تختص فقط في الحالة العربية الرسمية بل اشتملت على الحالة الإسلامية الرسمية ومنها دول كبيرة الحجم في عدد المسلمين وأيضا اتساع مساحتها الجغرافية وكذلك تضم دول إسلامية متعددة في مواقع القوة العسكرية والاقتصادية وشبكات النفوذ المالي والتجاري والاستخباراتي منها دولة إسلامية أعلنت رسميا انها تمتلك القنبلة النووية وبها كذلك أكبر جيش عسكري بين الدول الإسلامية، وأيضا هذه القمة ضمت دول صغيرة في المساحة الجغرافية وقليلة السكان ولكنها في المقابل هي ايضا صاحبة نفوذ دولي في العلاقات والاقتصاد والامن وأيضا السيطرة الإعلامية…الخ.

إذن «المجموع العام» لهذه الدول العربية والإسلامية «كبير» و«مهم» ولكن المأساة انه بعد اجتماعها لم تستطع عمل شيء الا اصدار «بيان انشائي» يتضمن مطالب بسيطة، ومشاعر إنسانية أكثر بساطة، وهو عمل يستطيع أي كاتب مغمور او صحافي بسيط ان يصيغه خطابيا او ينشره في الصحافة بما يمثل «ضعف» لمستوى البيان الصادر من سبعة وخمسين دولة عربية وإسلامية، ناهيك ان هكذا بيان «لا» يمثل «حجم القوة» الموجود في «مجموع هذه الدول» و«لا» يعبر عن امكانياتها الحقيقية.

لذلك نقول: ان المطالب المكتوبة في هكذا بيان مكررة في أكثر من مصدر، وقيلت في أكثر من موقع اعلامي وضمن خطابات رسمية عربية واسلامية متكلسة «لا» يريد ان يستمع اليها أحد؟

ان أحد ابسط الأمور على الأقل ان تعمل الدول العربية والإسلامية التي لديها علاقات سياسية واقتصادية مع الصهاينة!؟ ان تجمد هذه العلاقات؟! اما الادانات والخطابات الصوتية الكلامية فلن تؤدي إلى شيء وكل المطالبات المكتوبة في هذا «البيان» لن تنفذ ولن يتم احترامها من المجتمع الدولي، ومن الواضح انه تمت كتابتها «للاستهلاك المحلي» ولن يكون لها إثر وحركة على ارض الواقع

وان هكذا «بيان» لا يليق بهذه الدول وخاصة ان المسألة الفلسطينية ترتبط في جانب «مقدس» واعتبار «ألهى» «قرآني» «محمدي» «نبوي» «رسالي» عند جميع المسلمين، ناهيك عن حجم الدم المسفوك وعداد الشهداء من الأبرياء المتزايد على أرض غزة مع ماكينة الشر العسكرية الصهيونية التي ضربت في عرض الحائط كل ما هو انساني وكل ما هو قانون دولي ولم تحترم أي نظام رسمي عربي ولا الانظمة الإسلامية الاخرى، وكذلك كما ذكرنا سابقا ان هكذا بيان هزيل انشائي «لا» يعكس حجم القوة والإمكانيات الموجودة عند هكذا كتلة عربية إسلامية.

ووصلت المسألة بعد هكذا «بيان هزيل» ان يهين و يشتم الكيان الصهيوني على لسان المجرم العنصري نتنياهو كل الأنظمة الرسمية العربية و الإسلامية: و يقول لهم على شاشات الاعلام الدولي بـأن يلتزموا الصمت وان يوصل لهم رسائل الإهانة و الشتم المباشر.

و هذا انعكاس لعقلية يهودية صهيونية تعتبر و تؤمن ان كل الناس عليهم ان يكونوا عبيد و خدم لليهود، حيث ان هؤلاء العنصريين يعتبرون كل من «هو غير يهودي» فهو «عبد» عند اليهود، لذلك «نتنياهو» يخاطب النظام الرسمي العربي و النظام الرسمي الإسلامي بهكذا الطريقة و بتلك الأساليب الخطابية، فالمسألة عند هذا المجرم و من معه من غزاة أجانب هي قناعة دينيه يهودية يعيشونها ويعبرون عنها و يقولونها بدون خجل او تراجع او خوف.

انتقالا من تلك المسالة الى المواقع الجغرافية الأخرى المرتبطة فيما بعد عملية طوفان الأقصى، ضمن قراءتنا لواقع الجبهة الفلسطينية علينا ان نكرر ما قلناه سابقا من عار وخزي وفضيحة غياب أكثر من ستين ألف عسكري فلسطيني مدرب مسلح نظامي ضمن ما يسمى «سلطة فلسطينية» في الضفة الغربية وغيابهم عن الدخول العسكري المباشر والحرب ضد الجيش الصهيوني ودعم إخوانهم الفلسطينيين في قطاع غزة.

ان هؤلاء الكسالى أصحاب الكروش هم عسكريين أساسا وأيضا أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية، الغائبة عن الاعراب والفاقدة للوعي والبصيرة وهذا الضياع الساقط مستمر امتدادا لما يسمى «سلطة فلسطينية» في الضفة الغربية، المستقيلة رسميا من مناصبها والفاقدة لشرعيتها الانتخابية القانونية والتي ليس لها الحق تمثيل شعبنا العربي في فلسطين المحتلة، ولكن من دون الدخول في تفاصيل تخرجنا من الموضوع، يجب علينا ان نقول: اين أنتم يا أيها العسكريين المدربين المسلحين من معركة الدفاع عن شعبكم الفلسطيني في قطاع غزة؟ اين رجولتكم؟ اين دمائكم؟ اين نخوتكم؟ أليست فلسطين بلادكم؟ ألستم «رجال»؟ ام اصبحتم شيئا اخر؟

والسؤال أيضا نكرره ونقوله لأكثر من مليونين ومائتين ألف فلسطيني «مجنس» إسرائيليا؟ داخل ما يسمى أراضي 1948 اين أنتم من تحرير بلدكم؟ ألستم عربا؟ ألستم فلسطينيين؟ ام انكم ارتضيتم الخيانة والعمالة والسقوط في خدمة الغزاة الأجانب والعيش في الذل العبودي للصهاينة؟ هل أنتم سعداء في حياة الخنازير الذي يأكلون من مخلفات الصهاينة؟ هذه أسئلة لهذين الموقعين الجغرافيين والكلام ليس اطلاقيا وليس عموميا ضد الجميع؟ ولكن علينا إطلاق هذه الأسئلة ابراء للذمة ولكي يسجل التاريخ ضد هؤلاء المتخاذلين سواد الوجه وتخليهم عن الدفاع عن وطنهم فلسطين.

من هكذا أسئلة ننطلق للحديث عن تطورات الجارية في الجبهة اللبنانية، وهو موقع قدم أكثر من سبعين شهيدا وبه عمل عسكري متواصل مستمر على طول الجبهة الجغرافية، ولكنه أيضا محكوم ومتربط في تطورات احداثه في العلاقة التاريخية والتواصل الأمني و الاستخباراتي مع الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض إيران، حيث «لا» تتحرك هذه المنظمة الأمنية العسكرية اللبنانية التابعة للجمهورية الإسلامية «خارج استراتيجيتها» وهي «منظمة لبنانية» محكومة ضمن خطط الجمهورية الإسلامية والتي حاليا «متقوقعة» ضمن حالتها الوطنية الإيرانية و تم تعطيل شعاراتها الإسلامية التي انطلقت أيام المرحوم الامام الخميني عندما طرحت نفسها كـ «حالة انقلابية إسلامية شاملة» و كـ«طرف رئيسي» في المنطقة العربية حيث تمثل القضية الفلسطينية اللب و المحور و الأساس، والذي ما نقراه حاليا ان هناك تراجع عن هذه الشعارات الانقلابية الإسلامية ضمن «مصلحة قومية إيرانية محلية» ترتبط في اجندات و خطط السلطة العسكرية الاستخباراتية الحاكمة هناك.

وهنا يأتي التناقض مع الشعارات الإسلامية المفروض انها تمتد في انقلابيتها وحركيتها خارج المصلحة الوطنية الإيرانية المحلية، و هنا يأتي التناقض مع طلب امتداد الجبهة العسكرية اللبنانية الى مستويات اكبر و اشمل و اقوى، رغم انها للأمانة التاريخية هي جبهة قدمت و تحركت منذ اليوم الأول في ظل «شلل» عربي شامل و لكن نعيد القول ان تطوراتها محكومة في المصلحة الإيرانية الوطنية و خطة النظام الحاكم هناك و اجنداته المصلحية اذا صح التعبير.

ولكن رغم هذا يجب علينا القول: انه من الصحيح ان الجمهورية الإسلامية ساعدت هذه المنظمة العسكرية اللبنانية وأيضا منظمات عسكرية فلسطينية اخري في أكثر من موقع في المال والسلاح والتدريب ونقل التكنولوجيا والتصنيع والدعم وهذه المسالة بكل تأكيد هي «إيجابية» ولكن لا زالت ليست ضمن ما هو متوقع منها كـ«جمهورية إسلامية» حيث «لا» يوجد تورط «مباشر» تقوم به، مع كل الدعايات الاعلامية السابقة عن قدراتها العسكرية الضخمة والايحاءات في امتلاكها القدرة على مسح الكيان الصهيوني عن بعد صاروخيا ؟!

كل ما قامت في عمله الجمهورية الاسلامية انها قامت بـ«تشغيل» العديد من المواقع المرتبطة بها بعد معركة طوفان الأقصى، ولكن هي لم تتحرك في المعركة بـ«نفسها» «مباشرة» بل عن طريق «وكيل» من هنا وهناك إذا صح التعبير، ولعل ذلك تبعات «انذار» امريكي؟ او كما ذكرنا ضمن حسابات مصلحة وطنية محلية إيرانية؟ كما حدث بعد عملية اغتيال الضابط العسكري «سليماني»؟ وهو موضوع تناولناه في التحليل والقراءة في مواقع اخري.

ولكن علينا الإضاءة على ما قاله رئيس المنظمة العسكرية اللبنانية السيد حسن نصر الله عندما ربط تطورات المعركة عسكريا في الجبهة اللبنانية مع «تطورات الميدان» وما يحدث فيه؟ بعيدا عن إعلانات خطابية صادرة منه بـ«إطلاق» الهجوم الشامل، حيث قال السيد حسن نصر الله: «سياستنا في المعركة الحالية، الميدان هو الذي يفعل وهو الذي يتكلم ولذلك يجب ان تبقى العيون على الميدان».

السلبي والمضر في عملية إدارة الصراع والتي جاءت في خطاب السيد حسن نصر الله هو استمرار وجود «الذهنية الخاطئة» والفكرة المغلوطة التي سقطت مع معركة طوفان الأقصى، وهذه الفكرة يجب ان تتغير وهذه الذهنية يجب ان تكون مختلفة، فما قاله السيد نصر الله: «من يدير هذه المعركة ويقررها ويخوضها هو الإدارة الامريكية وكل الضغط يجب ان بتوجه الى الأمريكيين».

ان على السيد حسن نصر الله ان يعرف ان تلك المسألة خاطئة وليست صحيحة وهذا من المهم ان يعرفه ليس السيد حسن نصر الله وحده كـ«رئيس» لمنظمة عسكرية امنية لبنانية والتي هي في صدام عسكري مباشر ومتواصل ومستمر ضد الصهاينة، بل على أي شخص في موقع المسئولية في الصراع الوجودي ضد الحركة الصهيونية الغازية والمحتلة لأراضينا.

ان هؤلاء عليهم ان يعرفوا: ان الحركة الصهيونية هي من تحكم الولايات المتحدة الامريكية وليس العكس.

في الجانب التركي الطوراني الاردوغاني كان هناك «ضعف» في المواقف الإعلامية الصوتية ولكن مع استمرار ماكينة الذبح والتفجير ضد الأبرياء في غزة أصبح هناك تصريحات صوتية مختلفة عند الطورانيين الاردوغانيين المتواجدين حاليا في السلطة الحكومية ، وهؤلاء الطورانيين لم يوجد لديهم اختلاف على مستوى الحركة والواقع «لا» سابقا و لن يوجد بالتالي لاحقا أي اختلاف ,حيث انهم ملتزمين في الحالة الطورانية العنصرية وتحالفهم القديم التاريخي مع الحركة الصهيونية و ارتباطهم معها العسكري والاقتصادي والأمني والتنسيق الاستخباراتي التأمري الخبيث بينهم ضد العرب.

ان النظام الطوراني العنصري المقام على ارض الاناضول هو «كيان» اخر عنصري يتحرك في المنطقة وهو حليف وثيق مع الصهاينة كما كانت دولة جنوب افريقيا العنصرية «سابقا» حليف ومساند للكيان الصهيوني، لأنهم يتحركون في نفس الخط الشيطاني للكراهية الدموية التي تريد الغاء الاخر المختلف وابادته.

ان النظام الطوراني العنصري المقام على ارض الاناضول هو الحليف الرسمي مع الكيان الصهيوني عسكريا واستخباراتيا وامنيا وأيضا شريك تجاري ملياري الدولارات معه، وأيضا الاستقبال الرئاسي إذا صح التعبير لرئيس هذا الكيان الصهيوني في ارض الاناضول كان استقبالا و احتفالا اسطوريا ليس له مثيل ,ولكي نكشف التناقض العنصري الطوراني ليس علينا الا ان ننظر الى الواقع نفسه من معاهدات مكتوبة وتحالف موقع وتبادل تجاري كما ذكرنا سابقا وأيضا علينا ان نقرأ حركة الواقع على الأرض من تخادم وارتباط، لذلك «لن ينتج الشر الا الشر» وهذه الحالة الطورانية الاردوغانية تمثل حالة من الدجل الكلامي و النصب و الضوضاء في الخطابات التي تتحرك في الواقع مع اعدائنا الصهاينة و من يريد ان يفكر بعقله ان يعي و يدرك و يعرف تلك المسألة.

هذا ما هناك ضمن قراءتنا لهذه اللحظة الزمنية الحالية لما بعد عملية طوفان الأقصى على مختلف الجبهات، فماذا عن المستقبل؟ «لا» أحد يعرف ماذا سيحدث وماذا سيجرى؟ ولكن ما نعرفه انه الصراع الصهيوني العربي لن يتوقف وان المعركة باقية ومستمرة مهما سيحصل في الأيام المقبلة.

طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري

كاتب كويتي في الشؤون العربية والإسلامية

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

 In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى