الهدف هو ما يسعي إليه الفرد لتحقيقه، وتتفاوت درجة تحقيق الأهداف بناء على سلسلة الأولويات، كما يعد الهدف بمثابة نهاية البداية.. فالنهاية تكمن في نتائج تطبيق هذا الهدف.. والبداية هي العملية التي تمت من خلالها وضع نظرية تحقيق الغاية والهدف.
والهدف يعكس الرؤية التي وضعت من أجله، كما يدل الهدف على الأدوات التي يمكن أن تستخدم في عملية التنفيذ.. والأهداف تتنوع ما بين قصير وطويل المدي.. حيث يظهر في تنوعها أدوات جديدة منها مبتكرة ومنها أيقونية.. وتأتي الأدوات لتذكرنا بالنتائج التي قد تكون تفوق التوقعات.. وقد تكون الأهداف حياتية وقد تكون أسطورية.. ومن الممكن أن نختلف على بعض الأهداف وقد نتفق علي أغلبها.. لكن يظل الأهداف الأوحد الذي لا يمكن الاختلاف عليه هو العيش في سعادة وهناء واستقرار
فيظهر الهدف الأوحد وكأنه حالة واحدة ومع ذلك يرتبط تنفيذه ارتباطا وثيقا بأهداف أخري.. فتحقيق هذا الهدف يستلزم تطبيق آليات متكاملة ومستدامة.. تحقيق هذا الهدف يستلزم تكاتف الجميع.. تحقيق هذا الهدف يستلزم تعظيم الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية.. تحقيق هذا الهدف يستلزم وضع إجراءات احترازية ووقائية.. تحقيق هذا الهدف يستلزم وضع وتقييم مؤشرات الأداء.. تحقيق هذا الهدف يلزم وضع وتنفيذ العديد من المشروعات والمبادرات.. تحقيق هذا الهدف يلزم دراسة كافة الأبعاد الاستراتيجية والمحورية على الصعيد الداخلي والخارجي.
ولاشك أن عناصر صناعة الأهداف متماثلة مع عناصر الصناعة والتي تعتمد في مدخلاتها علي دراسة الوضع الراهن وتعتمد عملياتها علي تناغم الغايات والأدوات المستخدمة بينما تعتمد مخرجاتها على إتقان لغة التقديم.. وصناعة الأهداف كغيرها من الصناعات التي أتقنتها الدولة المصرية منذ تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية.
ولعلنا تابعنا اجتماع فخامة الرئيس، اليوم، الذي تناول جهود الدولة في تفعيل المشروع القومي للإنتاج الزراعي «مستقبل مصر» وعدد من المشروعات الأخرى، حيث اطلع السيد الرئيس على الجهود التي تقوم بها الحكومة لتوفير سبل الإمداد والتغذية الكهربائية للمشروعات. وقد وجه السيد الرئيس بتوفير كافة مقومات البنية التحتية المطلوبة لاستكمال أهداف هذه المشروعات الاستراتيجية، في إطار خطة الدولة للتوسع في رقعة الأراضي الزراعية، وتحقيق طفرة تضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائي للشعب المصري، وزيادة الصادرات الزراعية والدخل القومي، وذلك حسب تصريح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
ومن مشروع مستقبل مصر إلى فاعليات الدورة الثانية الملتقي والمعرض الدولي للصناعة. والذي عرض أن الأيدي العاملة في مصر متميزة في كل مجال، وأن رجال الصناعة في مصر يقفون خلف الصناعة المصرية؛ إيمانا منهم بأنهم يسطرون حكاية وطن عنوانها «بكل فخر صنع في مصر».
حيث أشار الفيلم التسجيلي الذي عرض بالملتقي إلى أن دعم اتحاد الصناعات المصرية للاقتصاد المصري وتحفز الصناعة وتدعيم الصادرات المصرية؛ لتصل إلى كل مكان في العالم.
كما ذكر أن أكثر من 100 ألف منشأة صناعية في كل مكان بمصر حافظت على رسالة الصناعة والتي تمثل أمنا قوميا. كما أوضح الفيلم التسجيلي إلى أن قرار دعم الصناعة ليس فقط من خلال تسهيل الإجراءات أو حوافز الاستثمار ولكن من خلال تطوير شامل للبنية التحتية لبناء أساس قوي، حيث تم شق طرق جديدة تقدر بحوالي 700 كيلو متر؛ لتسهيل حركة البضائع وتعمير مناطق جديدة لتكون أساس تجمعات صناعية حديثة ومتطورة في كل أقاليم مصر. كما تم بناء 47 مدينة جديدة بجوار كل منطقة صناعية، فضلا عن تطوير الموانئ البحرية والجافة وتم ربطها بشبكة الطرق الجديدة؛ لتصبح مصر أحد مراكز التجارة العالمية.
كما أوضح الفيلم التسجيلي أن القطاع الصناعي ساهم بنسبة 16.8% في الناتج المحلي الإجمالي من 236 مليار دولار في عام 2017؛ ليصل إلى 400 مليار دولار في عام 2021، كما زاد عدد العاملين بالقطاع الصناعي إلى أكثر من 3.7 مليون مصري. وتضم الصناعات المتميزة في دورة هذا العام عدد من الصناعات هم الصناعات الهندسية ومواد البناء والمعدنية والنسيجية والعقارية والكيماوية والغذائية، مع تقدم ملحوظ لصناعة معدات الكهرباء والطاقة الشمسية كذلك صناعة إنتاج الأسمنت والحديد والمعادن.
كما أوضح فخامة الرئيس أثناء كلمته بالملتقي إلى أن العبرة بالإرادة، سواء كانت إرادة الموظف في مكتبه مؤكدا أن التعليم الفني يجب أن يتضمن تعليم الطالب العمل بإتقان وبإدراك ووعي، وتجهيز الطالب ليكون ليس فقط ماهرا وإنما ليكون مسئولا في المنشأة الصناعية وأن يكون جزءا إيجابيا فيها وألا يكون كل هدفه الحديث عن الراتب فقط بالإضافة إلى ذلك ضرورة أن يفكر العامل في دوره لإنجاح المنشأة، وهو ما يجب الاهتمام به لأنها مشكلة في بناء الشخصية في مصر من أجل العبور بمصر نحو الأفضل.
وشدد الرئيس على ضرورة أن يحرص المواطن في أي جهة عمل على مواصلة العمل لتصبح الدولة قوية وقادرة ولها مكانة بين الأمم، حيث قال سيادته: «لكي نتقدم وتصبح لنا مكانة على الأرض يجب أن نواصل العمل بشكل صادق ونحافظ على كل مبلغ مالي ليكون في مكانه الصحيح، فالدولة ستصبح قوية وقادرة بشعبها وليس فقط بحكومة أو رئيس».
ومن ملف دعم الصناعة إلي ملف دعم الأشقاء حيث تلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبحسب تصريح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، أن الاتصال أتى في إطار التشاور المستمر بين الرئيسين بشأن الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم استعراض نتائج الاتصالات والتحركات الدبلوماسية الدولية والإقليمية لاحتواء الموقف، وأكد السيد الرئيس ضرورة تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار لحماية المدنيين، وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق أو إبطاء.
وقد أعرب الرئيس الفرنسي عن تثمين بلاده للدور المصري على المسارين السياسي والإنساني، لاسيما على صعيد تقديم وتنسيق وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، فضلاً عن استقبال المصابين الفلسطينيين وإجلاء الرعايا الأجانب، مستعرضاً الجهود الفرنسية الإغاثية ذات الصلة. وقد اتفق الرئيسان على استمرار التنسيق والتشاور بشأن تطورات الوضع في الشرق الأوسط، والعمل على حث الأطراف على إيجاد سبل لحل الأزمة، وصولاً لإحلال السلام وتطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.
فتلك هي خطوات تحقيق الهدف الأوحد العيش في تناغم واستقرار.. الهدف الذي سعت إليه وستظل تسعي إليه الدولة المصرية.. الهدف المنشود الذي يكتب بسطور من نور لتحقيقه.. الهدف الذي يتكاتف الجميع لتنفيذه.. فتحيا مصر دائما وأبدا تحيا الجمهورية الجديدة.
أستاذ التكنولوجيا الحيوية وفسيولوجيا الحشرات المساعد كلية العلوم جامعة القاهرة
abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية