- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

سامي أبو العز يكتب: القمة العربية من نزوح اليهود إلى تهجير الفلسطينيين

القمم العربية ربما كانت الأعجب على مستوى التاريخ وقراراتها دائما بين الدعوة والتأكيد وما بينهما الشجب والاستنكار، والجملة الأشهر نتابع بمزيد من القلق.

ومنذ انطلاق القمة العربية الأولى وحتى القمة المرتقبة السبت المقبل في الرياض، تبقى القضية الفلسطينية هي صاحبة الاهتمام الأول لدول رفعت العروبة شعارا أقوالا لا أفعالا على أسنة الخلافات والتربيطات والأجندات الخارجية.

وكان الاجتماع الأول عام 1946 بدعوة من الملك فاروق الأول ليشهد العرب والعالم أول قمة عربية بحضور الدول السبع المؤسسة للجامعة، وهي مصر والأردن والسعودية واليمن والعراق ولبنان وسوريا.

وخرجت القمة الأولى بالعديد من القرارات أهمها مساندة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قلب القضايا القومية، والدعوة إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وغيرها من القرارات الهامة التي تقبلتها الشعوب العربية المتعطشة إلى الحرية بنوع من الثورية كخطوة أولى في طريق التحقق.

وخلال تلك المدة التي بلغت 77 عاما وحتى يومنا هذا ظهرت دول وتفككت أخرى على مستوى العالم وظهرت تكتلات وقوى وتغيرت الخريطة الدولية على وتيرة متسارعة نرصد خلالها مسيرة الجامعة العربية حيث عقد القادة والملوك والرؤساء العرب على مدار هذا التاريخ 46 قمة، منها 31 عادية، و15 طارئة.

ما يهمنا في هذه القمم وسنكتفي بالإشارة إليه، هو مسار القضية الفلسطينية على مائدة الجامعة العربية، لنرصد الأشهر منها:

القمة العربية الثانية عقدت بعد 10 سنوات كاملة في عام 1956 بدعوة من الرئيس اللبناني كمبل شمعون، لبحث أثر الاعتداء الثلاثي على مصر وقطاع غزة.

القمة العربية الثالثة وجاءت بعد 6 سنوات عام 1964 بدعوة من الرئيس جمال عبد الناصر وتم خلالها دعوة دول العالم والشعوب للوقوف بجانب الأمة العربية لدفع العدوان الإسرائيلي.

القمة الرابعة وعقدت في نفس العام بقصر المنتزه في الإسكندرية بحضور 14 قائد عربي ودعت إلى الترحيب بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وتوالت القمم العربية في الدار البيضاء عام 1956 وبحثت قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، قمة الخرطوم عام 1967، وخرجت باللاءات الثلاث الشهيرة لا صلح ولا تفاوض مع إسرائيل ولا اعتراف بها، وارتفع تمثيل الدول العربية في قمة الجزائر عام 1973 بدعوة من مصر وسوريا بعد الحرب ووضعت شرطين للسلام مع إسرائيل هما انسحابها من جميع الأراضي المحتلة واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة.

ودعت قمة الرباط عام 1974 إلى التحرير الكامل لكل الأراضي المحتلة عام 1967 وحذرت من موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين وخطورتها على الأمن القومي العربي، كما دعت قمة الجزائر عام 1988 إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وقرر المشاركون في قمة الأقصى 2000 بالقاهرة إنشاء صندوق انتفاضة الأقصى برأسمال 200 مليون دولار لدعم أسر الشهداء وإنشاء صندوق الأقصى برأس مال 800 مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني.

وتعهدت قمة عمان 2001 بدعم صمود الشعب الفلسطيني، وأكد المشاركون تمسكهم بقطع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس.

وطالبت قمة بيروت 2002 إسرائيل بإعادة النظر في سياستها وأن تجنح للسلام.

وتمسكت قمة تونس 2004 بضرورة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بحدود 1967.

وأعربت قمة الكويت 2014 عن رفضها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مع تمسكها بإقامة دولة فلسطينية.

وشددت قمة الأردن 2017 على مطالبة دول العالم بعدم نقل سفارتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وأكدت القمة العربية الأخيرة التي عقدة في جدة خلال شهر مايو الماضي على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية.

باختصار.. هناك ملاحظة مهمة من هذا السرد الهام لدور الجامعة العربية في مناصرة قضايا وحقوق الدول الأعضاء، تستدعي التوقف والانتباه لمعرفة مصير نهاية الشجب والتنديد وضبط النفس وهو أن القمة الأولى في العام 1946 كانت تدعو إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين وبعدها بـ77 عاما كاملة من البحث والتخبط ستكون أولى قرارات القمة الطارئة بعد أيام هي وقف تهجير الفلسطينيين ونزوحهم من بلادهم والتصدي لهذا المخطط الصهيوني بقوة لأنه يهدف إلى تصفية الدولة الفلسطينية.

هذه الحالة لجامعة الدول العربية عكست حال العرب منذ تأسيس جامعتهم الفعلي عام 1945 في القاهرة بعضوية 7 دول حتى وصلت إلى 22 دولة عضو العام الماضي 2022 لتحكي قصة أمة أقوالها أكثر من أفعالها وخلافاتها تسود فوق مخاطرها، لتشهد خارطة الوطن العربي تهلهلا وثقوبا ودولا تتفتت وأخرى تتقسم وصراعات تهدد الكيان العربي تقف أمامه الجامعة عاجزة عن القيام بدورها المنشود.

SAMYALEZ@GMAIL.COM

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

 In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى