لحظة توقف الحرب في غزة ستفتح الدفاتر عند الطرف الأقوى المندفع بكامل طاقته الجبّارة نحو تفتيت البشر والحجر.
وفي الدفاتر ما فيها، فيها لجان تحقيق، ومحاكمات لكبار القادة الإسرائيليين على تقصير السابع من أكتوبر، وفيها محاسبة وعزل وعقاب، وفيها سقوط لأسماء كانت تحلّق عند القمة، وقد انهارت القمّة.
كل طرف من أطراف «مسرحية الموت» له هدف مرسوم، وقد يرتبط ذلك الهدف بالتوجّه العقائدي، وقد يكون أكثر ارتباطاً بالجانب الشخصي، فالجميع اليوم يخلطون العام بالخاص، يريدون أن يستفيدوا من مآسي الآخرين وآلامهم قدر الإمكان، والأمثلة أمامكم.
هذا نتنياهو، يقدّم لنا صورة للقائد الذي لا يقبل الإهانة، فلا يكتفي بآلاف القتلى والمشرّدين، ولكنه يمد من عمر تلك الحرب، وأكثر الناس يعتقدون بأنها انتقامية، هدفها استرجاع الكرامة، ومن خلفه قادة آخرون، كانوا يتربّعون على عرش أجهزة تتفاخر بأنها الأكثر احترافية في المنطقة، من «موساد» إلى «شاباك»، إلى أركان حرب وألوية أمن، هؤلاء مجتمعون يريدون أن يحافظوا على مستقبلهم السياسي، خائفون من التحقيق الذي وعدوا به، ويتذكرون «جولدامائير» ومن معها بعد ضربة أكتوبر 1973، وكيف خرجوا من الصفوف الأمامية إلى مستودعات كتب عليها «غير صالح للاستخدام».
ونتنياهو أكثرهم خوفاً، فهو يواجه فوق التقصير ملفّات قضايا الفساد، والتي أُجّلت مرات عديدة، فإن خرج خاسراً المنصب بقرار من لجان التحقيق، ستسقط حصانته، وسيجد تلك الملفات تنتظره، لهذا اختار طريقاً هو قال قبل يومين بأنه مؤلم، وهو مؤلم بحق، ومؤثر، وله امتدادات ستنعكس على واقع المنطقة، وليس غزة أو إسرائيل فقط، وعندما يكون القائد في موقفه تكون قراراته مدمّرة، وتكون ردّة فعله مهزوزة، ويتوقع منه التمادي أكثر فأكثر حتى يهدم «المعبد» فوق رؤوس الجميع، تماماً كما فعل ذلك الإمبراطور الروماني في قديم الزمان.
وذلك «بلينكن» وزير خارجية «بايدن»، سحب النار إلى «قرصه»، وبدأ يطرح سيناريوهات لنهاية هذه الحرب، بعضها يمكن توقّعه، والبعض الآخر ستتبعه كوارث أكبر بكثير من التي مرّت على غزة والمنطقة من قبل، وذلك كلّه بهدف القضاء على حماس كما يدّعون، وحماس وقادتها ليسوا بعيدين عنهم!
الخائفون يهربون إلى الجحيم، معتقدين بأن نارها لن تمسّهم.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية