في خضم هذا البحر الهائج ذو الامواج المتلاطمة التي تهدر ويعلو ويعلو الضجيج.. حرب مستعرة من الشمال الشرقي لعدو تاريخي مهما كانت المعاهدات على الجار المسلوب منه أرضه ودولته.. ومعركة تكسير عظام في الجنوب بين أخوة وادي النيل وكل يقول إنه صاحب الشرعية وأنه على حق والخاسر هو الأمن والاستقرار لشعب فقد كل مقومات الحياة ويحاول بعضه أن يلوذ بجيرانه.
وفي الغرب.. آه وما أدراك ما الغرب.. فأخباره مازالت لا تسر القلب فهناك حكومتان لشعب واحد مزقته الميليشيات وحدود مفتوحة مئات الكيلومترات.. وماذا عن النهر الخالد الذي سمعت يوما في شطه الجميل ما قالت الريح للنخيل.. وتحديات إثيوبيا والتي تساعدها تقريبا معظم دول الغرب بخطة محكمة ومقروءة لم يريد أن يتفحص الأمر بدقة وحسابات كان الرئيس السادات منتبها لها قبل أكثر من أربع عقود من الآن عندما تحدث عن نهر النيل وعلاقته بإسرائيل في إطار الحل الشامل لكل القضايا المعلقة بما فيها قضية فلسطين.
ويضيق الخناق بمنع وصول الغاز ليكتمل المشهد وتتوقف محطات الكهرباء التي تكلفت المليارات فينقطع التيار لساعات تعطل الإنتاج وتكدر صفو الأيام.. أكل هذا صدفة؟.. وهل تجتمع كل هذه العوامل في أن واحد بدون ترتيب؟.. لا أكاد أصدق.. لقد عشت دهرا أحاول الا أصدق نظرية المؤامرة واقنع نفسي إننا نعلق قلة حيلتنا وعدم جديتنا عليها.
ولكني الآن أعيد حساباتي بعد حرب غزة.. الطلب الصريح في العلن من مصر تارة ومن وراء الكواليس مرات لتنفيذ خطة ايجورا لاند لتبادل الأراضي أو مشروع برنارد لويس.. والنتيجة المطلوبة هي نقل أهل غزة إلى سيناء أو إلى أي مكان في مصر إذا ارتأيتم أن سيناء لها حساسية خاصة عند الشعب المصري ويستمر الحديث برغم الرفض الشعبي والرسمي.
وهنا يجب ان نتوقف لنتحدث عن الانتخابات الرئاسية والتي نحن بصددها بعد أساببع.. وقد يكون رأي صادما.. ولكن اعتقد أنه ليس مستحيلا.. الآن وبعد كل هذه المستجدات أليس من المنطق والعقل أن يجتمع السادة المرشحين المنافسين للسيد الرئيس ولهم كل الاحترام والتقدير.. ويتفقون على التنازل لينتهي الأمر بالتزكية وأن يتفضل كل منهم بوفد رفيع المستوى ويزور قصر عابدين ويسجل للتاريخ هذا الموقف في ثلاثة أيام متتالية بتغطية من كل وسائل الإعلام.. تقديرا لهم واحتراما لدورهم الوطني ولإفساح الطريق لمن هو الآن في سدة الحكم ليتفرغ لهذا الهم الذي أصبح ليس فقط تحديا اقتصاديا بدولار يركب الجنون نفسه طائرا… أم ضغوطات دولية من كبربات الدول لتمرير أجندات تحاول فرضها على المنطقة إن لم تكن باليمين فلتكن باليسار وإذا لم توافق فسوف يزداد الخناق.
أنا لم أكن يوما منافقا للرئيس السيسي ولا لأي رئيس ولكني اليوم أجدني أطرح هذا الرأي والذي ربما يستهجنه البعض أو يستحسنه ولكن التحديات التي فرضتها الظروف الراهنة والتي تحتاج إعمال العقل ومواجهة الواقع الذي يحاول فرض إرادته تتطلب ذلك، ولكني انظر بالإضافة إلى ما سبق إلى تكلفة العملية الانتخابية التي قد تتخطى المليار في ظرف اقتصادي خانق وأولى بها مشروع حياة كريمة.
أما موازنة الأحزاب للصرف على المرشحين والدعاية والهدايا الانتخابية ربما تتعدى الخمس مليارات على أقل تقدير وأرى أن توجه إلى مشروعات صغيرة تقدم منتجا للتصدير في مراكز المحافظات النائية لجذب العمالة وتفريغ الوادي الضيق وتفتح آفاق عمل مباشر وغير مباشر لعشرات الآلاف من الشباب.
وفي النهاية أقول إن هذا الطرح لا يتعارض مع الديمقراطية وله سوابق تاريخية في بلدان ذات حضارة.. والأهم أنني عندما أشير بأصبعي إلى القمر فلا تترك جماله وضيائه وتنظر إلى سمار بشرتي.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية