ماذا يفيد اسرائيل بقاؤها في فلسطين سوى الحرب والاقتتال؟
ماذا يفيد أمريكا دعم وجود اليهود في فلسطين وسط الدول العربية سوى استنزاف قدراتها وتغذية مشاعر الكره نحوها؟
مرت عشرات السنين وما زال الصراع العربي ـ الإسرائيلي يستهلك مقدرات الشعوب وإمكانيات الدول العربية وغير العربية، الإسلامية وغير الإسلامية فيما لا يضمن لها الأمن والسلام، ولا يوفر لها أجواء التنمية في ظروف الاستقرار، ولا يحقق لها أهدافها منه، عشرات السنين كلها عداء ومقت وكراهية، حروب متتالية وخراب واسع ودماء البشر من الجانبين تسيل ومعها تذرف عيون الأمهات الدموع أنهار.
عندما تقابل السماحة بالمزيد من العجرفة والغرور عندها لابد من إعادة السؤال الحائر، لماذا يبقى اليهود متمسكين بأرض فلسطين وسط الدول العربية طالما أنهم كارهون لهم؟ هي اسئلة قديمة متجددة يعاد طرحها بصوت عالي ليسمع القاصي والداني مرات ومرات أن الوجود الإسرائيلي مرفوض شكلا وموضوعا لأنه غير شرعي ولا قانوني وليس إنسانيا، فبقاء الوجود الإسرائيلي في فلسطين ظلم تاريخي كبير واقع في أرض كرمها الله تعالى بالأنبياء، ولا يمكن الادعاء بأنها كانت أو يمكن أن تكون لأحد دون أهلها الفلسطينيون.
الولايات المتحدة الأمريكية تدعم أطماع اليهود في احتلال الأراضي الفلسطينية وتعزز وجودهم فيها عسكريا وماليا اقتصاديا بشكل مستمر بأموال ممن جرى تضليلهم من الأمريكيين ،إنهم يستنزفون أموال دافعي الضرائب في صراع بعيد عنهم ولا يهدد مصالحهم ولا يجنون منه شيئا، أمريكا تخسر من كانوا ينظرون إليهم يوما بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها كقوة دولية راعية سلام والديمقراطية في العالم، أمريكا تدرك جيدا أن سطوتها مستمدة من قوتها العسكرية ونفوذها المالي وليست نابعة من قيمها ومبادئها التي تسمو بها الأمم، فليس لأبناء رعاة البقر إلا العودة لرعي الأغنام والجاموس، ليس لهم ولا لليهود أن يقودوا الحضارة الإنسانية بالقهر والعدوان والبلطجة في أوطان العرب، يقتلون أبناء أرض الإسلام والديانات السماوية .
إن شاءت قساوة الأقدار أن يجري منح شتات قوم بائسين وطن لهم فليكن المانح أهلا لذلك وجديرا بأن يضرب به المثل الأعلى في الجود والكرم، وليكن من يضمن هذه المنحة طرفا موثوقا به فيأوي هؤلاء التعساء في أرض تقع تحت سيادته لا في أرض لا يملكها، والمنطق يقول إنه كان على إنجلترا أن تأوي اليهود عندها في إحدى جزر بريطانيا العظمى، وفي الوقت الحاضر يمكن أن تأوي أمريكا وهي الدولة الداعمة الكبرى لـ إسرائيل يهود العالم في مناطق آمنة، غنية بالثروات، ذات إطلالة ساحرة على المحيط، غنية بالأسماك والثروات البحرية بدلا من السواحل الملوثة للبحر الأبيض المتوسط أفقر بحار العالم من الأسماك.
قد تكون هناك مناطق عديد في الولايات المتحدة الأمريكية مناسبة جدا وكافية لاستقبال وإيواء اليهود النازحين من كل بقاع العالم لإقامة وطن قومي لهم فيها يتمتعون بخيراته وثرواته الطبيعية وقد يكتشفون فيها وجود الغاز والبترول بكميات تجارية تغريهم على التمسك باحتلال الأراضي الأمريكية، حينها يمكنهم فعلا أن يدّعوا أمام أبنائهم أنها بحق «أرض الميعاد» ولا يهم أن تتأكد كذبتهم بوجود هيكل سليمان، فهو رمز معنوي يمكن بناؤه في أمريكا بتقنيات متطورة. سيعيشون بأرض الأحلام الأمريكية وسط قوم يحبونهم حياة رغد وأمان وسيكون من بينهم رواد فضاء وعلماء كثيرون.. كل المطلوب منهم التفكير مليا في هذا المقترح البديل لعله يحمل بشائر الخير لأبنائهم بعيدا عن العرب والمسلمين.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية
فكرة لولا عنصرية أمريكا وأوروبا لكانت أكثر الحلول حكمة وإنسانية فمساحة ولاية تكساس تعدل 25 مرة من مساحة فلسطين التاريخية…. بينما مساحة الولايات المتحدة ممكن احتواء 364 فلسطين ….. وهناك مقاطعة يهودية جاهزة الآن لإستقبال اليهود في روسيا الإتحادية :بيروبيجان (بالروسية Биробиджан وباليديشية ייִביראָבידזשאַן) هي عاصمة منطقة الحكم الذاتي اليهودية في روسيا، وهي تعتبر من أكبر مدنها. حيث يبلغ عدد سكان المدينة 75,542 نسمة (وفق تقدير السكان لعام 2013).
مساحة تكساس = 695660 كيلو متر مربع ومساحة الولايات المتحدة 9826675 كيلو متر مربع بينما كل فلسطين لا تزيد عن 27000 كيلومتر مربع