للوهلة الأولى بمجرد أن تنظر إليها على الخريطة لن ترى فيها غير أنها مساحة جغرافية، ولكن هذه المساحة في الواقع لوحة ترسم واقعاً مختلفاً من حيث طولها وعرضها، إنها تُمثل رمزاً ظاهره غير باطنه، أرض تُناطح أقوى الأسلحة في العالم ولا تقف عند حدود مساحتها بل تمتد لتشمل كل الميادين في العالم، ولتصبح رمزاً لوطن مسلوب.
وما بين 1948 حتى 2023 أكثر من نصف قرن (75 سنة تحديداً) وكان يعتقد البعض أن هذه المدة كانت تكفي لإنهاء قضية هذا الوطن، ولكن ما يحدث الآن يطرح العديد من الأسئلة وفي مقدمتها سؤال طابعُه استنكاري، هل تستطيع هذه البقعة الصغيرة من الأرض التصدي لكل هذا الاعتداء الظالم عليها!!!
وأيضاً هل استطاعت تلك الأرض الصغيرة التغلب على خلافات المحيطة بها!!! إن ما نُشاهده كل يوم على الشاشات يؤكد أن هذه الأرض تحولت إلى رمز للتصدي لأطماع هذا الوحش نيابة عن هؤلاء الجالسون أمام الشاشات الذين يعتبرون النظر إليها في ساعات الضيق واقع كافي لإثبات رجولتهم بالامتعاض والاستنكار والحُزن.
إنها غزة التي قال عنها الشاعر محمود درويش «ليست أجمل المدن.. وليست أغنى المدن.. وليست أرقى المدن.. وليست أكبر المدن.. ولكنها تُعادل تاريخ أمة».
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية