خلاصة القول في الصراع العربي الإسرائيلي، لا يغرنكم تكتل قوى الشر من بقاع الأرض، ولتعلموا جميعا أن وعد الله حق، وأن وعده نافذ لا محالة، وأنه أمر واقع لاريب فيه.. هذه ليست دعوة للتواكل والتخاذل وانعدام المروءة واللامبالاة، وإنما هي دعوة حقيقية لإعمال العقل والتوكل على الله، إيمانا منا أن أمره نافذ شاء من شاء وأبى من أبى، شريطة الامتثال لقوله تعالى «وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ».
الأمر لأصحاب العقيدة معلوم والنهاية محسومة من فوق سبع سموات، والتي تؤكد على حقيقتين لا ثالث لهما، أولهما أن فلسطين باقية حتى نهاية العالم، وأن كل ما تشهده أراضيها المحتلة من صراع بين الخير والشر المتمثل في قوى البطش والباطل، له نهاية وأن الله محقق وعده، وثانيهما أن اليهود بعد علوهم وارتفاع شأنهم سيلقون حتفهم وسوف تتم إبادتهم من فوق هذه الأرض المباركة التي فشلوا في السيطرة عليها طوال هذه السنوات العجاف.
قال تعالي «وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلا * ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا * وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا» الإسراء 2-8.
إن الصراع مع اليهود خلال المرحلة القادمة يقوم وفق مرحلتين تبعا للآيات السابقة والتي توجه إلى كيان اليهود على أرض فلسطين لتدميره، وإلى إفسادهم الثاني لإزالته، وتنتهي بانتصار المسلمين وتدمير اليهود وإزالة إفسادهم واسترداد فلسطين، ويتحولون بعدها إلى الشتات، ومن ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة الإبادة والفناء والقضاء على هذا السرطان الخبيث الذي ملأ الأرض فسادا، بحيث لا يبقى بعدها يهودي حياً.
وهذه المرحلة تأتي بعد ظهور الدجال اليهودي، ليحاربه المسيح عليه السلام، ويقتل الدجال بيده الشريفة، ويقضي المسلمون على كافة اليهود، ويتحقق قول رسول الله صلى الله عليه سلم: «لن تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود فتقتلوهم حتى ينطق الشجر والحجر فيقول: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله».
اليهود ومن يساندهم – قسم الله ظهورهم وشتت شملهم- جمعوا العدة والعتاد استعدادا لمرحلة حاسمة في تاريخ الصراع تنطلق وفقا لما هو متوقع بصورة كاملة اجتياحا بريا كاملا لغزة مستخدمين أسلحة محرمة دوليا، معتمدين على نظرية تصفية القضية بإبادة الشعب في غياب الضمير العالمي واختلال موازين العدالة وغيبوبة غالبية الأشقاء بين متواطئ ومتغافل في حضور قوي للقاهرة وعمان.
ومع الخسائر الكبيرة المتوقعة حال حدوث ذلك في الأرواح والإصابات وتدمير البنية التحتية، إلا أن هذا الاجتياح المزعوم محكوم عليه بالفشل مقدما كما حدث في عام 2018، وهناك تحذيرات من أن الغزو سوف يزيد التوتر في الشرق الأوسط بل سينعكس على العالم أجمع، كما أنه سوف يقضي على فرص نجاة الأسرى الإسرائيليين، وسوف يؤثر تأثيرا بالغا على الاقتصاد الإسرائيلي، ومن الناحية العسكرية فإن الإسرائيليين سوف يضطرون لخوض حرب ثنائية فوق الأرض، وهذه من الممكن أن يكسبوها.. أما الحرب الأخرى فستكون تحت الأرض، وهذه ستقضي عليهم، ونأمل من الله أن تكون أنفاق غزة مقابر جماعية لليهود وأعوانهم.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية