خلف كواليس حرب غزة يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً جعلنا نتردد في تصديق ما يصدر عن طرفي النزاع، تلاعب وتزوير وعروض لصور وأفلام تدخلت في تفاصيلها التكنولوجيا الحديثة، وسقطت وسائل إعلام، كانت في يوم من الأيام موثوقة، في وحل «التزييف العميق» الذي حذر منه خبراء ذلك الذكاء، وتورط رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في موضوع قطع رؤوس الأطفال، واضطر مكتبه إلى تصحيح الأمر لاحقاً، تماماً كما فعلت مراسلة «سي. إن. إن» ومن بعدها محطة «بي. بي. سي»!
أصبحنا نشك في كل شيء، في بيانات تصدر عن طرفي الصراع في غزة، وفي الصور التي تبثها «الشبكة الإخوانية» الدولية و«الشبكة الإسرائيلية»، الأولى كاذبة والثانية ملفقة، وثالثهما حزب حسن نصر الله اللبناني، ذلك الذي يدعي زوراً وبهتاناً بأنه شارك حليفه الإخواني في إطلاق الصواريخ، واقتحم السياج وسقط قتلى هنا وهناك، ولم نرَ غير أدخنة تذروها الرياح التقطتها «كاميرات» من مسافات بعيدة في أماكن مجهولة!
الأطراف الثلاثة أو الأربعة يتشاركون في الأسلوب نفسه، ونحن لسنا أغبياء، نحن نتابع ونرصد ونقيم ونستنتج، فقد انتهى زمن الاندفاع خلف الأصوات العالية، وما عادت ادعاءات «المظلومية» التي استرزقوا منها في السابق تنطلي علينا، حتى وإن كان إعلام الغرب يساعدهم، لأنه إعلام غير حر، إعلام تقيده إملاءات ملاكه، والملاك لأكبر الشبكات الإعلامية الغربية معروفة هوياتهم، حتى ملاك أو صناع منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية، كلهم ينتمون إلى «الحلف الخفي» الذي يدير هذه المسرحية الحماسية الإخوانية الإسرائيلية!
ومن الشك وصلنا إلى اليقين، عندما تنادى أتباع ذلك الحلف إلى إرسال المهجرين الجدد من أرضهم إلى أرض غيرهم، وتذكرنا الخطة الثلاثية التي أبرمتها هيلاري كلينتون الديمقراطية مع حماس والسلطة الإخوانية التي كانت في مصر عام 2013، وخلاصتها ثلث سيناء لحماس بعد إخلاء غزة، و12 مليار دولار لممثل تنظيم الإخوان رئيس مصر في ذلك الوقت محمد مرسي، وأفشلتها هبة شعب مصر في 30 يونيو من نفس العام وجيشها الوطني.
حقيقة واحدة نؤمن بها، وهي أن فلسطين ستبقى فلسطين.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية