نون والقلم

حسين حلمي يكتب: المكاسب الحقيقية

«بيرم التونسي» شاعر الشعب يقول في بعض أبياته «ليه فرشى عريان وأنا منجد مراتبكم.. ليه بيتي عريان وأنا نجار دوالبكم.. ساكنين علالي العتب وأنا اللي بانيها.. قانيين سواقي ذهب وأنا اللي أدورها.. صابر على الأسى» تلك الأبيات الساخرة تلخص حياة معظم الناس الطيبة، أو هؤلاء الذين يعملون بإخلاص وإتقان في أعمالهم ولا يجدون شيء يكفيهم، والذين يزرعون ولا يستطيعوا الاقتراب من حصاد ما زرعوا، مثل حمار العنب الذي يحمل العنب من الغيط ولا يأكل منه.

دائماً هناك أشخاص في خدمة أخرين ومساعدتهم، هم في العادة لا يستطيعوا مساعدة أنفسهم، ولا يتوقفون عن العمل بكل ما لديهم من خبرة ودراية، ولكن المكاسب الحقيقية في حالة نجاح العمل هي لغيرهم، ولا ينطقون ببنت شفه، مثل الحمار لا فرق كبير بينه وبينهم، غير أن الحمار لا يأكل العنب بطبيعته.

ولكن الناس تُحرم منه لصالح أصحاب النفوذ والفلوس والمناصب الذين يكنزون الأموال والمنافع من دم وعرق الغلابة، فلا يجد هذا الغلبان غير المشاكل التي لا نهاية لها.

صاحب الأرض لا يهتم بأمره وصاحب المكاسب دخله في سجن ويُغلقه عليه حتى لا يتكلم، وباقي الغلابة يتفرجون عليه ولا يستطيعوا الاقتراب منه رغم ما يسكنهم من مراره وانكسار.

لم نقصد أحد!!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى