يوما بعد يوم.. بل ساعة بعد ساعة.. تتضح ملامح الخطة التنفيذية لـ«صفقة القرن».. مش عارف الموعودة واللا المزعومة.. على كل.. ما تشهده الساحة حاليا وبعد تصريحات خرقاء من كل الأطراف بدأت الدول في التمهيد لتحويل «صفقة القرن» من خطة مكتوبة على الورق تناقش في الغرف المغلقة إلى طرحها في المؤتمرات الصحفية والاجتماعات العمومية.
وقد بدأت كل الأمور في أن تأخذ المسار الذي تم تحديده والتخطيط له، فالتمهيد بدأ من سنوات عندما تم إجهاض ثورات الربيع العربي، وعدم احترام اختيارات الشعوب، والانقلاب عليها بقوة السلاح تارة وخداع الجماهير تارات كثيرة.
وبعد أن نجحت المرحلة الأولى شرع المتآمرون فورا في الدخول في تنفيذ بقية المراحل من عينة تطهير مواقع المسئولية من الشرفاء وإسنادها إما إلى جهلة فوضويين تافهين فرحوا بالمناصب وتمسكوا بها ولو على شرفهم، أو أشخاص موالين منافقين يهمهم إرضاء الحاكم قبل مصلحة الوطن، وقد كان.. وهذه المرحلة تمت بنجاح ساحق.
وتبعها مباشرة بقية المراحل من الدخول في مشاريع فاشلة وديون اثقلت كاهل الدول، مما أعجزها عن الوفاء بأقساطها، فحملوا الشعوب نتائج الفشل في الخطط الاقتصادية، والتنموية، واحبطوا الشعوب العربية المسكينة والمغلوب على أمرها بإرادتها ورضاها وهي سعيدة بذلك، وكيف لا يكونوا سعداء وهم من رضيت عنهم السلطات لرقصهم على أنغام تهدم الوطن، وأهل الحكم راضون كل الرضا عنهم.. وهذا ببساطة.. لأنهم خرجوا من ربقة الإيمان بالدين والوطن إلى رضا الحاكم والسلطان.
وبعد ذلك انتقلوا إلى مرحلة مهمة من التمهيد مباشرة للدخول إلى الصفقة ومنها ما ذكر علانية وعلى الملأ «أننا معاك ونؤيدك في كل ما تريد بخصوص صفقة القرن» وهذا كان تصريح لرئيس عربي استقبله ترامب بالبيت الأبيض.. وبسهوله شديدة يعلن صندوق النقد والبنك الدوليين عن قروض في قروض لتسديد قروض، وتجديد القروض للوصول إلى قمة القروض.
وهكذا حتى جاء «طوفان الأقصى» ليسقط عنهم ورق التوت، ويفضح ما كان مستورا، وتبدأ معه الخطة من تهجير لأبناء فلسطين إلى خارج أراضيهم من كل اتجاه، كل في الاتجاه الذي يليه، ثم يتم تهجيرهم مرة أخرى إلى أماكن أخرى بحجة العمليات الإرهابية إلى أن يتم تفريقهم في الأرض، وبدلا من أن يتم تشتيتهم -أي الصهاينة- للمرة الثمانين، فهم يشتتون أصحاب الأرض والحق، ويبقى المغتصب مقيما في فلسطين للافسادة الكبرى، ولكن هيهات هيهات أن يتحقق لهم ما يتمنون، خصوصا أمام صلابة المقاومة الفلسطينية.
وللعلم ستكون المرحلة الأهم في 2024 والتي سيبدأ فيها الرضوخ للأمر الواقع الذي تفرضه أمريكا بناء على طلب الصهاينة.
وستبدأ بزيادة جرعات القتل والتدمير، فيبدأ خروج النساء والأطفال وكبار السن، للاستفراد بالمقاومة الحقيقية، كما سيتم إحداث قلاقل سياسية في كل الدول، وتنشيط العمليات الإرهابية وصراع الأجهزة فتعلن الطوارئ القصوى.
وعندها سيختفي الحنجوريون والمتصدرون للمشهد وتختلف لغتهم وسيبدأون في الترويج لمقولات من عينة – اللي يرفض يأتي ليسدد الديون- أو وأو وأو وتقع الطامة الكبرى التي نفقد معها الوطن وسلامة أراضيه.
وعندها ستسدد كل الديون، بل وسيحصلون على عمولاتهم التي ستذهب إلى بنوك سويسرا مباشرة، ويسف الشعب الملح، فلا يملك حينها إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ولكن الله كما قال وقضى على نفسه «لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية