نون والقلم

د. عادل رضا يكتب: طوفان الأقصى وقراءة مختلفة للصهيونية

عندما نعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية «لا» يوجد فيها نظام صحي حكومي وهناك فوق الثلاثين مليون مواطن أمريكي «لا» يوجد لديهم تأمين صحي؟! والناس يموتون في الشوارع بدون علاج و«لا» رعاية طبية، وعندما نعرف أن الأمن ساقط في الكثير من المدن لارتفاع التنظيمات العصابية المافياوية، وعندما نعرف أن هناك العدد الكثير من المشردين والعاطلين عن العمل هذا كله جزء من المأسي والمصائب التي يعيشها الناس في النظام الطاغوتي الربوي العالمي وهي حقائق «لا» نشاهدها في وسائل الترفيه من أفلام ومسلسلات وبرامج كوميدية التي تصنع لنا عالم من الوهم المخدر عن عالم خيالي ليس له وجود في الحقيقة.

هل علينا أن نستغرب من أن نفس هذا البلد وأقصد الولايات المتحدة الأمريكية تتبرع للكيان الصهيوني بعشرة آلاف مليون دولار أمريكي نقدا؟ كـ«مساعدات عاجلة» لمنع انهيارها الاقتصادي بعد عشرة أيام فقط من عملية طوفان الأقصى الناجحة للمقاومة الفلسطينية؟

لماذا «لا» تقدم المنظومة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية هذا المبلغ لشعبها؟ البائس معيشيا والساقط اجتماعيا مع المخدرات والمشاكل النفسية والعقد الشخصية وأيضا غياب أي دولة رعاية للمواطن؟! وما هو «حلم أمريكي» ليس موجودا إلا في الأفلام والمسلسلات وبرامج الترفيه أما الواقع فهو «كابوس» الديون المتواصلة إلى الموت والأرباح الربوية الخانقة لمن هو محظوظ ولديه وظيفة أو عمل خاص حيث يعيش في دوامة بطاقات الائتمان و«وهم القدرة على الشراء» ويعيش فقيرا بدون أن يتوافر لديه أموال «كاش» واقعية، أما الأخرين فليس لهم إلا الشوارع والتنظيم ضمن المافيا وعصابات الطرق.

لماذا يغطى الرئيس الأمريكي بايدن الجرائم العنصرية والقتل على الهوية وكل الفظاعات الشيطانية التي يقوم بها الصهاينة على أرض فلسطين ضد المدنيين العزل الذين يعيشون في أكبر سجن معروف في تاريخ البشرية والذين هم تحت الاحتلال الصهيوني العسكري أساسا في أطول حصار معيشي اقتصادي بحري وجوي وأرضي وسياج فصل عنصري لم تعرفه تاريخ البشرية أيضا وهو مخالف لكل القوانين الدولية وكل ما يعتقد به أي بشر طبيعيين عندهم ضمير ولديهم روح إنسانية.

وهذه الأمور التي نقولها هي من الحقائق القطعية الثابتة التي يشاهدها كل العالم على شاشات الإعلام والتواصل الاجتماعي فليس هناك حاجة لإثبات المؤكد من جرائم وقتل وعنصرية صهيونية، ورغم ذلك الوضوح في الحقيقة والدليل، فنحن نشاهد رئيس المنظومة الأمريكية الحاكمة «بايدن» يبرر للكيان الصهيوني ويساند المجرم ويهاجم الضحايا بدون أي خجل أو حياء.

إن «حالة شيطانية» كهذه بالتأكيد أن لها أسبابها ومسبباتها وعليه علينا أن نعيد قراءة المشهد وما وراء المسألة من خلفيات وأمور مهمة وخاصة أن الأمر تطور إلى حرب شاملة ضد الإسلام والعروبة وأيضا ضد الفلسطينيين كـ«شعب تحت الاحتلال» له كل الحق في ـن يتحرر من الغزاة الأجانب وهو سيطردهم أجلا أو عاجلا فما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبله، ووصلت الوقاحة لأقصى مدى شيطاني شرير عندما برر «بايدن» جريمة قتل المرضى والأبرياء والأطفال والجرحى في القصف الصهيوني لـ المستشفى المعمداني.

وعلينا أن نقرأ ما كتبه الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين: «يبدو أن الهجوم على المستشفى في غزة والصور الصادمة للأطفال والنساء الذين قتلوا قد أثر على الجميع في العالم. وخاصة المسلمين. ربما لا يوجد مسلم الآن لا يريد الانتقام بأشد الطرق جدية. وهذه ليست سوى مقدمة للإبادة الجماعية، فالعملية البرية لم تبدأ بعد. إن الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل، بما في ذلك دعم ترامب، يجعل الوضع لا رجعة فيه. على الأرجح، أصبحت حرب العالم الإسلامي ضد الغرب أمرا لا مفر منه. لا ينبغي الاستهانة بالمسلمين. بالإضافة إلى ذلك، فإن جمود بايدن وإدارته لا يترك للولايات المتحدة فرصة لتكون فوق النزاع. بالنسبة للمسلمين، إسرائيل تساوي الولايات المتحدة الأمريكية».

من هذا كله علينا إعادة قراءة الحالة التأسيسية للمشهد لما وراء اللعبة لكي نفهم كيف يفكر هؤلاء الأشرار الشيطانيين العنصريين الوقحين المعدومين من أي خجل أو إحساس أو ضمير إنساني.

إن هناك من يعيش العاطفية في التحليل وقراءة الحدث «سطحيا» ويتبع ما تعارف عليه الناس من آراء وأفكار من دون دراسة مكثفة وقراءة ما بين السطور، إن علينا أن لا نأخذ المسائل في هكذا سطحية بدون الدخول في العمق وخاصة أن من يعيشون «مسئولية الكلمة» عليهم واجب شرعي وقومي ووطني في إيصال الرسائل الصحيحة لعامة الناس، وصناعة «رأي» سليم يؤمنون به ويتحركون فيه في الموقف الحركي وضمن خطوط التطبيق التنفيذية في الواقع.

وأيضا قد تكون هناك آراء مختلفة عما هو سائد ومتعارف عليه، لعلها تمثل موقع من الحقيقة والصحة قد تفيد لمن يفكر ويخطط في موقع القرار، وأيضا قد تمنع انحراف الحركة من هنا أو سوء القرار من هناك، لذلك تقديم قراءة أو قراءات مختلفة هي من الأمور الدورية لصناعة حالة من التفكير والتفكر وأيضا ما يشبه العاصفة الذهنية داخل عقولنا حول ما قد نكون نعتبره من المسلمات المعرفية التي نستند عليها في عملية قراءتنا للحدث أو في طريقة تعاملنا مع الأمور السياسية أو العسكرية أو الاستخباراتية أو التخطيط لحاضرنا ومستقبلنا.

ضمن الآراء المختلفة عن ما هو سائد ومتداول وضمن حركة الصراع والحرب الحالية ضد الصهاينة في عملية طوفان القدس أخرجت ملاحظات قديمة كنت قد دونتها وكتبتها في أحد دفاتري الصغيرة المصنوعة من الجلد التي دائما ما أحملها معي وخصوصا أثناء السفر حيث ضمن اللقاءات مع الصحفيين أو الشخصيات الفكرية أو القيادات السياسية من هنا وهناك التي أعرفها وأتواصل معها من الحين والأخر نتيجة عملي كـ«طبيب» في أكثر من موقع وأكثر من دولة وأيضا اهتمامي الكتابي والمعرفي في النشر والتعليق على الأحداث الدولية والسياسية العربية والشؤون الإسلامية على مدى أكثر من ربع قرن فأصبح لدي شبكة واسعة وممتدة من العلاقات والمعارف والمفكرين والأصدقاء الذين التقي بهم من الحين والأخر حيث يتم إثارة حوارات ونقاشات قيمة وثرية وهذه العادة في حمل مثل هذه الدفاتر الصغيرة هي كذلك كانت عادة بين العساكر في الجيش العربي الثاني في الإقليم الجنوبي المصري للجمهورية العربية المتحدة، في حمل مثل هذه الدفاتر لكتابة المذكرات وخواطر المعركة أو تدوين الأشياء الشخصية، واستفدت منها في أكثر من موقع للتوثيق وأيضا لأن الذاكرة قد تذهب مع تفاصيل اللقاءات مع مشاغل الحياة و تطورات الأحداث.

ضمن هذا السياق وخاصة مع تطورات ما يحدث بعد عملية طوفان الأقصى، تذكرت جلسة جمعتني مع الدكتور فرانك بروس وهو أكاديمي، سبق له العمل في العديد من الجامعات البريطانية في إنجلترا واسكتلندا، وهاجر لفترة غير قصيرة في مناطقنا في أكثر من دولة عربية ومن ضمنها مصر ولبنان وسوريا وتعلم فيها اللغة العربية الفصحى، ولاحظت عليه أيضا أنه من المحافظين المسيحين، وصاحب منظر أرستقراطي كلاسيكي لديه لحية بيضاء خفيفة ويضع قبعة على رأسه في أغلب الأوقات ولكن يغلب عليه طابع التواضع والاحترام رغم وضعه المادي الفوق ممتاز ومعرفته لشخصيات سياسية كبيرة والتواصل معهم عبر اسمهم الأول بدون رسميات.

وكان في الجلسة أيضا الأستاذ «نادي التاي» عضو الحزب الشيوعي البريطاني وهو من أصول تركية وشخصيات صحفية فرنسية هم أصدقاء الأستاذ «نادي»، حيث التقيتهم صدفة أثناء مروري في منطقة إيطاليا الصغيرة وهي أحد ضواحي مدينة باريس حيث جلسنا جميعا ودار حوار متنوع اعتيادي استمر فترة طويلة، ولكن ما أثار تحويل الحديث لمجرى أخر، حين دعاني الأستاذ «نادي آتاي» لحضور ندوة لنعوم تشومسكي في العاصمة البريطانية لندن، ترعاها عدد من الجهات المختلفة لم أدون أسمائهم ولكن ملخص الأمر أنني اعتذرت عن قبول الدعوة لأن هذه الشخصية فيها إشكالات متنوعة غير أنها يهودية؟ إلا أني «لا» أرتاح لما يكتبه لأنه يتحرك ضمن سياسة التنفيس و«الصهيونية الناعمة» وأيضا الضوضاء الإعلامية الغير صانعة للتغيير أو ما «لا» يصنع فرقا في الواقع، حيث أحس أن هناك شيء خاطئ فيه وبـ«شخصيته»، من حيث السماح له بالانطلاق الدعائي الكلامي من خلال جامعات ومواقع أمريكية فيها سيطرة كلية للصهاينة، وكذلك حضور لقاء يجمعني معه، لن يضيف لي أي شيء معرفي أو ثقافي زائد أو استفادة، ناهيك عن المشوار والسفر إلى لندن بعيدا عن موقعي آنذاك في العاصمة الفرنسية باريس.

ولكن لم تكن هذه هي المسألة الأساس التي اجبرتني على إخراج دفتر ملاحظاتي وأن أبدأ في أخذ النقاط، ولكن هذا الرفض فتح باب الحديث ومنها ما ذكره الدكتور فرانك بروس عن المسألة اليهودية وهي أمر أثارت انتباهي وأيضا استحقت التدوين ومع أني نسيتها ضمن دفاتر أخرى اعتدت أن أدونها في هكذا لقاءات، إلا أن أحداث عملية طوفان الأقصى ذكرتني بهذه الجلسة وتلك الملاحظات، طبعا هو كان يذكر كلمة إسرائيل أثناء حديثه وأنا كنت اتحفظ على هذه الكلمة وأرفضها.

يقول الدكتور فرانك بروس: «أن من يقول إن «إسرائيل» انتهى دورها مع الأمريكان فهو كلام «ساذج»، لأن «إسرائيل» هي من يتحكم في الولايات المتحدة الأمريكية عبر اللوبي الصهيوني هناك المسيطر والمتنفذ والمتغلغل في كل مفاصل ومواقع الدولة الأمريكية، فحتى لو أدي الدعم الأمريكي لـ«إسرائيل» لنهاية دولة الولايات المتحدة الأمريكية فإن ذلك لن يجعلها تتوقف عن الدعم العسكري والأمني والاستخباراتي والاقتصادي لـ«إسرائيل».

ويوضح الدكتور فرانك أكثر ويذكر: «أن الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة الأمريكية «الجمهوري والديمقراطي» هم تحت السيطرة اليهودية في صورة كاملة، بدون أي كلام أو نقاش إضافي».

«وهناك سيطرة الكاملة من الإعلام والبنوك وكامل القوى الاقتصادية وكل المواقع التجارية في شارع وول ستريت ومصانع الأسلحة وشركات إنتاج التكنولوجيا وحتى الأفلام والمواقع الإباحية كلها تحت التحكم اليهودي الشامل».

«ومن يقول إن «القيمة الاستراتيجية» لاستمرار «إسرائيل» في الوجود والبقاء قد قلت أو خفت بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية فإن هذا الكلام «غير صحيح» بل على العكس تماما فإن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تدافع عن «إسرائيل» لأخر لحظة حتى أخر دولار أمريكي، وحتى إن أصبحت أمريكا دولة منهارة ومتخلفة حضاريا فإنها ستواصل في إيصال المساعدات لـ«إسرائيل» التي تحمل قيمة مستمرة عند الأمريكان».

«صحيح إن ذلك قد يكون صحيحا عند عدد من الدول الأوروبية؟ فهذه المسألة يمكن النقاش حولها، ولكن الوضع الأمريكي مختلف تماما لأن عاصمة أمريكا الفعلية هي في «تل أبيب» وليس واشنطن».

وقال الدكتور فرانك بروس: «إن مشكلة «العرب» أنهم لا يفهمون العلاقة بين أمريكا وإسرائيل، وأيضا لا يفهمون كيف يفكر اليهود ولا عقليتهم؟”

«إن اليهودي حتى وإن كان أمريكي الجنسية فهو يهودي قبل أن يكون أمريكي، وهذا أيضا ينطبق على اليهود الفرنسيين حيث ينظرون إلى أنفسهم كـ«يهود» ومن بعدها ينظرون إلى أنهم «فرنسيين»، وهذه المسألة تنطبق على مجمل اليهود في الواقع الأوروبي كذلك، إذن العرب «لا» يعرفون أن «اليهود» في كل مكان ولائهم لـ«إسرائيل» أكبر وأعلى من ولائهم لبلدانهم الأخرى الذي يحملون جنسياتهم».

ويضيف دكتور فرانك بروس أيضا: «أن اليهود متعصبين لأنفسهم أكثر من تعصب البدوي العربي لقبيلته، والذي عاصرهم وعاش معهم في سوريا، فـ«اليهود» ينظرون لأنفسهم في كل مكان على أنهم «قبيلة واحدة» وعندهم تعصب كبير لأنفسهم، وعليهم واجب خدمة أنفسهم كـ«قبيلة واحدة يهودية»، وهم لديهم أن «إسرائيل» فوق كل شيء ولها أولوية على كل شيء».

«إن على العرب أن لا يغترون ويتأثرون بأي كلام أخر، فاليهود لديهم الأولوية الأولى والأكبر أن يساعدوا بعضهم البعض، قبل أن يساعدوا أي شخص أخر، وهذه النقطة لا يفهمها العرب، و حتى تلك المسائل لم يذكرها «عبد الوهاب المسيري» في كتاباته عن الصهيونية و«إسرائيل» وأنا «لا» أعرف إن كان «المسيري» «عاجز» عن كتابة تلك الأمور لأنه كان يعيش في الخارج، أو لأنه «لا» يعرف تلك المعلومات، فلست أعرف خلفيات تلك المسألة، و لكن اليهودية ديانة «شرسة» ومخ اليهودي «صعب» ومركب معرفيا في طريقة مختلفة، ولكي تعرف كيف يتصرفون فعليك أن تعرف كيف يفكرون وأن تفكك عقليتهم وذهنياتهم الغريبة الأطوار».

وطبعا لا زال الكلام متواصلا للدكتور فرانك بروس: «إن الكثير من كلام وكتابات عبد الوهاب المسيري خاطئة بما يختص في اليهود، وعلينا أن نلاحظ أن المسيري كان أستاذ جامعي في الولايات المتحدة الأمريكية، فهل يعقل أن يظل أي شخص يتكلم في كلام صحيح عن الصهاينة واليهود أن يستمر في مكانه الوظيفي؟ وخاصة أنه عربي يتكلم عن الصهيونية؟ إن رؤيتي لكتابات المسيري أنها غير مضرة لليهود ولا تؤثر فيهم، فإما أن يكون «المسيري» «لا» يعرف، أو أن يكون قد «سكت» رغما عنه؟».

ويشدد د. فرانك بروس: «أن كتابات «المسيري» فيها أخطاء وأيضا قديمة في المحتوى وليس لها صلاحية حالية، فليس من الصحيح اعتماد «العرب» عبد الوهاب المسيري كـ«مرجعية معرفية تشرح لهم من هم اليهود؟ ومن هي الحركة الصهيونية؟، لأن كلامه على أرض الواقع غير صحيح» والحديث كله للدكتور فرانك وليس لي.

حيث يواصل ويقول: «إن تعريف المسيري لليهود والصهيونية هي «تعاريف غربية» وما يقبلوه «هم» كتعريف ومعرفة وثقافة عن اليهود والصهيونية».

«لا حظوا أن المسيري يحاول التفريق بين اليهودية والصهيونية، ويريد أن يقول المسيري إن ليس كل اليهود «صهاينة»؟ وهنا يطرح الدكتور فرانك بيرس سؤالا؟ «كم من اليهود هم غير «صهيونيين؟ ويجاوب بأنهم أقل من الواحد في المائة على حد تقديره، وحتى ما يتم التعارف عليه بـ«اليهود المتدينين»، والذين يقولون إنهم ضد وجود «إسرائيل» في وضعها الحالي، إن علينا أن نعرف أنهم ليسوا ضد الصهيونية، بل أنهم ضد «ظهور إسرائيل في الوقت الحالي؟» ولكنهم ليسوا ضد «ظهور إسرائيل» كـ«أرض لليهود» جل ما يقولونه أن «إسرائيل الحالية» ليست هي إسرائيل المذكورة في التوراة وليست إسرائيل التي ستظهر في أخر الزمان، حسب معتقداتهم: «ستظهر إسرائيل في أخر الزمان تجمع اليهود من الشتات كله من كل مكان في الكرة الأرضية حيث بعدها سيتم تنزيل «المسيح اليهودي» كما يعتقدون وهو يختلف عن المسيح عيسى بن مريم عند المسيحيين والمسلمين».

«هؤلاء «اليهود المتدينين» عندما يرفعون أعلام دولة فلسطين، فهم ليسوا ضد الصهيونية، بل هم «ضد وجود إسرائيل الحالية فقط»، وعلينا أن نلاحظ أن الحركة الصهيونية المتواجدة على أرض فلسطين هم في الأساس لم يكونوا يرغبون في التواجد على أرض فلسطين بل في أوغندا الإفريقية حيث رفضت الإمبراطورية البريطانية ذلك لوجود كيات كبيرة من الألماس هناك، وأيضا حاولت الحركة الصهيونية أن يتواجدون في الأرجنتين ولم يستطيعوا إلى أن انتهوا بالقبول في أخذ «فلسطين».

هذه الأمور والأفكار طرحها الدكتور فرانك بروس في هذا اللقاء وتم الأخذ والرد أيضا ولكن أردت إثارتها من باب صناعة حوار ونقاش قد يؤكدها كـ«حقائق» أو ينفيها ويسقطها من التداول إذا صح التعبير.

وبالنسبة للمرحوم الدكتور عبدالوهاب المسيري فهو بالنسبة لي أيقونة الثورة المصرية والمناضل الصلب ويكفيه أنه كان المتظاهر وحده في ميدان التحرير قبل ثورة يناير المشهورة ضد الطبقة العسكرية البيروقراطية الحاكمة في أرض الإقليم الجنوبي للجمهورية العربية المتحدة حينما خرج وهو المريض في سرطان الدم ليقول «لا» في ميدان التحرير «وحيدا»، وهو الحاضر الغائب في كل الأحداث العربية المصرية وهو الشجاع في الموقف والكلمة وأنا احترمه كثيرا وأقدره، ولكن هي آراء أكاديمية أنقلها ضد آراء أكاديمية طرحها الدكتور المسيري ولا يوجد أحد كامل في هذه الحياة، لعلها تكون آراء ورؤية صحيحة أو خاطئة، تظل موضوعا للنقاش و التحليل و المتابعة لأن كما ذكرنا إن علينا أن نعرف ونفهم واقعنا لكي نستطيع أن ننطلق في عملية تغييره لواقع أفضل وأحسن هذا من ناحية أما الناحية الأخرى أن لدينا عدو وجودي يريد أن يقضي علينا فلكي نقاومه ونقضي عليه فإن علينا أن نفهمه وأن نعرف كيف يفكر وكيف يعمل لكي نعد له العدة.

طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري

كاتب كويتي في الشؤون العربية والإسلامية

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button