ماتوا أطفال فلسطين بدون أي ذنب، مجازر جماعية تحدث يوميا وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان (مع أنه لا يوجد حقوق للإنسان فقط في مواثيقهم)، إبادات جماعية وصلت حتى للمستشفيات بدون رحمة.
ما ذنب الأطفال في كل هذا؟
أطفال يرتعشون وينزفون، والأخرون يتحسرون على موت أهاليهم، كان يمسك بيد أخيه وفجأة وبفعل القصف قد غادره أخيه بدون وداع وبقي وحيدا.
ومن جهة الزميل الصحفي معتز عزايزة الذي توجه إلى مكان القصف لتغطية الإعلامية لينصدم باستشهاد عائلته، موقف أكثر من حزين، لا يمكن حتى أن أتخيله.
على من ومن سوف أتحدث عن الطبيبة التي تلقت خبر استشهاد زوجها أثناء أداء عملها، ففقدت حتى قدرتها على الصمود وهي تصرخ متجهة نحو ابنتها لتخبرها «أبوكي استشهد».
مشاهد مؤلمة في كل مكان وصرخات تتعالى، هل تعلمون أنني أصبحت أخجل عندما أسرد الواقع ولا أستطيع أن أغيره، أقول ماذا سينفعهم كل هذا وهم فقدوا كل الغالين من حياتهم.
من سيعوض لهم حنان الأب والأم والأخت والأخ؟
من سيقف إلى جانبهم سؤال لا أجد له إجابة.
هذه ليست حرب هذا طغيان وافتراء، هذا ظلم، ماذا سأقول وماذا سأقول، لا أعرف أمام صدمة كل هذه المشاهد.
الأمر لم يعد يحتمل، والتضامن لن يكون بمجرد كلمات بل يستوجب التدخل السريع لإنهاء هذه المجازر.
ما يحدث في فلسطين مرفوض، ما يحدث في فلسطين ظلم لأنه ليس من حق أي دولة أن تفتك أرض دولة أخرى.
ما يحدث اعتداء، فلنتخيل المشهد أنا أو أنت نملك منزل ويأتي شخص يريد هذا المسكن فتكون الإجابة لا هذا مسكني فيرد هو بأسلوب متوحش وعدواني ويرفع سلاحه في وجهي ويقتل جميع من يسكنون في المنزل، ويتسبب في مآسي وتشريد ولجوء فقد بسبب رغبته في السيطرة بدون أي حق.
والسؤال أين هم دعاة حقوق الإنسان لو حدث لأي منهم أي شيء بسيط لكانت انقلبت الدنيا وما فيها على عاتقنا جميعا.
أما اليوم فالدول المتقدمة الذين يدعون حقوق الإنسان يساندون المنتهكين لحقوق الإنسان ضعوا سطر تحت هذه الكلمة.
هذا فقط لتعلموا أن حقوق الإنسان أكبر وهم، لا يوجد حقوق إنسان هذه الحقوق وضعوه فقط لتحميهم هم ولا تنطبق على الجميع وخير دليل الواقع الذي نعيشه.
أطفالنا الآن مشردين في الشوارع، ينزفون، يتألمون، وفي المقابل هم يرفعون أكواب النصر والمجد، نعم هم الدم لديهم نصر، وهذه المجازر لديهم أكبر انتصار.
هم لا يسمعون هذه الأصوات، هم الآن لا يصغون إلا إلى أصواتهم المتعالية بأنهم قد نجحوا في تدمير فلسطين مع أنهم لم ينجحوا لأن الله أكبر من كل ظالم، لأن عند الله ترد المظالم، لأن الله قادر أن ينزل معجزة تقلب موازيين القوى في أقل من ثانية ألم ينصر الله سابقا سيدنا موسى على هؤلاء القوم.
هو قادر على كل شيء، قوة الله تغلب صواريخهم وأسلحتهم وكل شيء يملكونه، الله قادر على كل ظالم.
وأنا على يقين أن نصر الله قادم، نصر الله الذي سوف يجعلهم يرتعبون من قوته.
ومثلما قالت الطفلة الفلسطينية التي أنا شخصيا تعجبت من صمودها وهي صغيرة جدا على صدمة فقدان والدها لكنها لم تنصدم قالت «أبي دعا بالشهادة والله استجبالو وأبوي مات شهيد وانتو راح تذبو في جهنم لانكم لو ما كنتو تملكوا أسلحة انتو ولا شيء جبناء».
فعلا جبناء لأنهم قتلوا الأرواح بدون أي ذنب، حرقوا القلوب لكنهم سوف يحترقون من أفعالهم البشعة، أطفالنا ماتوا أنقياء رحلوا عن هذه الدنيا وهم أنقياء مثل الثوب الأبيض، رحلوا وهم ليسوا ملطخين بدماء الأبرياء، رحلوا إلى عالم الملائكة حيث الجنة تنتظرهم رغم أننا نتألم على موتهم لكنهم أحباب الله، أبرياء أنقياء من كل ذنب .
لكن في المقابل ماذا سيقولون هؤلاء الذين سوف يرحلون وهم ملطخين بدماء الأبرياء، مساكين لأنهم لا يعلمون أن القتل مجرم في كل الأديان، مساكين لأنهم لا يعلمون كم أنهم ملعونون في كل مكان وزمان، مساكين لأنهم يفتقرون إلى كل الأساليب المتحضرة.
مساكين لأنهم يفتقرون إلى أخلاق المسلمين حتى في الحروب حيث أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في «الحروب» فقال: «لا تقطعوا شجرة.. ولا تقتلوا امرأة ولا صبيا ولا وليدا ولا شيخا كبيرا ولا مريضا.. لا تمثلوا بالجثث.. ولا تسرفوا في القتل.. ولا تهدموا معبدا ولا تخربوا بناء عامرا»، مساكين لأنهم لا شيء في الدنيا والآخرة.
نحن مسلمين كلمة حسبنا الله ونعم الوكيل وحدها كافية لتنصرنا على كل الأعداء، الله أبدا لن ينسى عباده، انتظروا فقط للعجائب التي سوف تحدث.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية