نون والقلم

رضا هلال يكتب: اقتربت النهاية.. التشتيت الثمانين في الذكرى الثمانين

ليس أقسى على الإنسان من أن يرى ما قرأ عنه في كتب التاريخ المزيف على أنه حقيقة أمام عينيه، واقعا أمامه بكل بحور الدم التي تراق، على أرض فلسطين العزيزة.

الصهاينة يمارسون ضد إخوتنا من غزة وغيرها كل أصناف العذاب، بعد أن أسامتهم حماس جانبا من ذلك في بادئ الأمر، إلا أن الرد كان عنيفا للغاية – ووصف عنيفا هذا – أراه بسيطا على ما يحدث من مجازر وصلت حد الإبادة الجماعية.

وجاءت عملية قصف وتدمير مستشفى المعمداني ساعة غفلة غير متوقعة بتاتا، والتي راح ضحيتها قرابة الألف أعزل لاحول له ولا قوة سوي مكان آمن يتلقى فيه العلاج أو يحتمي فيه من الموت الذي يلاحقه في كل مكان، فإذا بهم بين قتيل وجريح، ولم تجد صدى سوى الشجب والاستنكار مشفوعين بالإدانة بينما الصهاينة لا يبالون بذلك ولا يهتمون.. تأسيسا على ما سبق من أعمال مشابهة فلم تجد من الحكام العرب والمسلمين وبعض ممن يحاولون الظهور بمظهر شبه إنساني سوى البيانات الجوفاء التي فقدت قيمتها ومعناها، وأصبح الشارع يرفضها رفضا باتا، ويريد عملا حقيقيا على أرض الواقع، خصوصا وأن لدينا نحن العرب والمسلمون الكثير مما يمكننا فعله لمواجهة هذا العنف المفرط.

الوسائل المتاحة لنا أكبر وأقوى مما يتخيله أحد، يمكنها أن تقضى على هذا الاحتلال الغاشم الذي قارب نهايته، وربما يكون مع الذكرى الثمانين لإنشائه، وليكون أيضا تشتيته للمرة الـ80 في تاريخه فثمانين بثمانين.

تم تشتيت اليهود من كل بقاع الأرض منذ عهد الرسالة السماوية بسيدنا موسى عليه وعلي نبينا أفضل وازكى السلام لتسع وسبعين مرة، ونسأل الله أن يكتبنا من شهود أو شهداء المرة الـ80 خلال الفترة المقبلة.

ولكي نعي قدر وحجم الهزيمة والرعب الصهيوني والدولي فإن زيارة بايدن إلى المنطقة وقبله وزير خارجيته بلينكن، وحضوره اجتماع مجلس الحرب الصهيوني، وكذا ما سبقهم من حاملتي الطائرات فورد وايزنهاور، وما يقدمه الألمان والفرنسيين والبريطانيين وكل الغرب والشرق، فضلا عن الدعم اللا محدود من الحكام العرب والهند وغيرهم للكيان لاستئصال القضية من شأفتها.

كل هذا يؤشر إلى مدى الرعب الشديد من فشل مشروعهم الصهيوني، وكذا خشيتهم من عودة اليهود إلى بلادهم وأوطانهم الأصلية والتي فعلوا بها ما فعلوا من قبل مما جعلهم يدفعون الغالي والرخيص لإيجاد وطن بديل لهم مشفوعا ببعض المعتقدات الدينية لاصباغ الأمر بصبغة الحرب الدينية، مما يجعلنا نتذكر المثل العامي – اللي يسوق الهبل ع الشيطنة- فهم جميعا كذلك ولكن السؤال الأدهى والأسوأ لماذا تقف الحكومات العربية والإسلامية هذا الموقف المخزي من القضية، ويتحولوا إلى ظواهر صوتية فحسب؟ أليس لديهم نخوة أو رغبة في زعامة؟ أم أن الكرسي وإغراءه عندهم أهم وأولى من تحرير وحماية أولى القبلتين، ومسرى رسول الله صل الله عليه وسلم، ولكنهم يصرون أن يكونوا بلا شرف ولا رجولة ولا قيادة ولا زعامة.. يصرون على أن تلحقهم اللعنات، طوال حياتهم وبعد مماتهم.

وأعتقد أن التصعيد الشديد وتشديد الضربات لن تزيد الفلسطينيين إلا قوة وتمسكا بقضيتهم، وقوة فوق قوتهم لإتمام تحقيق وعد الله وأنه مع الثمانين ستكون الثمانين، وهذا سيجعل أمد هذه الحرب لتلك المرة طويلا نسبيا حيث لن تنتهي هذه العملية سريعا كغيرها ولن يتم وأدها بسهولة بل أن الأمر سيطول ويطول أطول مما نتوقع أو نتخيل لأننا نؤمن بأن الله لن يخلف وعده.

أما قصة الثمانين بثمانين فسأتناولها في مقالة أخرى تتناول تاريخ الصهاينة الذي يعتبر سلسلة من الأكاذيب المتواصلة عبر عقود وقرون من الزمن، مطعوما بشهادات منهم ومن علماءهم.

redahelal@gmail.com

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى