نون والقلم

محمد يوسف يكتب: هل تتغير قواعد اللعبة؟

قلب روبرت كينيدي الابن طاولة الانتخابات، أمام الرئيس الحالي للولايات المتحدة، جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، فهما، وحتى الأمس القريب، كانا يعتقدان أنهما سيتنافسان من جديد نهاية العام القادم، وتحت مظلة الحزبين اللذين لا ثالث لهما، حزب المحافظين الجمهوري، وحزب العلمانيين الديمقراطي، فهما يتبادلان الأدوار منذ أمد بعيد، ولا يستطيع أحد أن يخترقهما.

وكانت بعض المحاولات من الأثرياء المستقلين فاشلة، فالحشد بين الأقوياء، وأصحاب النفوذ والسيطرة، يبحثون عن رئيس قوي، من وجهة نظرهم، أو من الوعود التي حصلوا عليها قبل أن يضخوا الملايين، ولكن الأمر يختلف هذه المرة، وقد تتغير اللعبة!

هذا المترشح المستقل، سليل عائلة سياسية، عمه جون كينيدي، الرئيس الذي اغتيل خلال مروره بشارع عام في مدينة دالاس، تحت حماية مئات من رجال الأمن عام 1963، والذي ما زال يعتبر من أكثر الرؤساء شعبية في العصر الحديث، وما زالت خفايا اغتياله تثير علامات استفهام، فالشخص المشتبه به، قُتل قبل أن يخضع للتحقيق، وقاتله الذي يعمل في جهاز أمني، قتل أمام مرأى الكاميرات ورجال الحراسة!

ووالده هو روبرت كينيدي، الذي كان وزيراً في عهد أخيه، والمرشح لانتخابات الرئاسة في 1968، وتم اغتياله خلال حملته الانتخابية في مطبخ أحد الفنادق، وقبل أن يعبر الممر الآمن بعيداً عن المتربصين، وقاتله، حسب المجريات، هو سرحان بشارة سرحان فلسطيني الأصل، ولم تعلن أسباب ارتكابه للجريمة، وكيفية دخوله إلى مطبخ الفندق، وكيف عرف أن روبرت كينيدي سيخرج من ذلك المكان المكتظ برجال الأمن؟ وسرحان ما زال في السجن، وقد لا يخرج إلا محمولاً على الأكتاف إلى قبره، لتدفن معه الحقيقة!

عائلة كينيدي محبوبة، وترشح أحد أفرادها قد يحدث فارقاً في الانتخابات القادمة، وعلى أقل تقدير، سيخلط الأوراق ببعضها، خاصة بعد إعلانه استقلاله عن «مافيات» و«لوبيات» الضغط السياسي، وسنذكرها غداً، لأنها تؤكد ما قلناه سابقاً حول ديمقراطية الحزبين والشخصين، وبينهما المال الملوث!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى