للعرب حكمة قديمة تقول «إن أسوا مصائب الجهل أن يجهل الجاهل أنه جاهل» والجاهل ليس الأمي الذي لا يجيد القراءة والكتابة، إنما هو ذلك الشخص الذي يغضب على أي شيء لا يرضيه، وهو الفضولي الذي يحاول أن يحشر نفسه فيما لا يُعنيه ويتحدث بما لا يُعنيه.
فالإنسان يولد بالفطرة جاهل ولكنه مع الأيام يصبح جاهلاً بإرادته. فهو الذي يسمح لغيره أن يستعمر عقله ويُجبره على أن يردد كلامه دون أن يفكر في مدى صحته من عدمه.
فالجاهل حين يألف النعم لا يعود يُميزها، وحين يعتاد على النقم لا يعود يشعُر بها. فالاعتياد قاتل لكل شعور. فالكل جاهل حين لا يُدرك واقع جهلُه. فالإنسان عبد لحاجاته، أسير لشهواته حين تسيطر عليه.
فالإنسان الذي لا يألف التأقلم دون الاعتياد هو الإنسان الحر، وهو الذي يعلم جيداً أن كل هؤلاء الذين يتصورون أنهم قادرون على أسره وتعميق جهله، هم أنفسهم أكبر الجهلة ويُطبق عليهم ما جاء في رد «زوربا» في فيلمه الشهير حين قال له شخص مثله «أنت عبد وأنا حر» فرد عليه «زوربا» وقال «أنت لست حراً ولكن كل ما في الأمر أن الحبل المربوط في عنقك أطول من الحبل الذي ربُط في أعناق الأخرين».. أيها الجاهل أنظر لحقيقتك!!
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية