كل شيء يمضي إلى الخلف ويُصبح من الماضي بأسرع مما نتصور، تمر الأيام والشهور والأعوام والقرون وتمضي معه أحلامنا ونجد أنفسنا أمام حقيقة مكروهة وهي الشيخوخة.
فالتجاعيد التي في وجهك والشعر الأبيض وساقك التي لا تقوى على حَمل جسدك خطوة واحدة للأمام والشيء نفسه عينيك لا تقدران على التمييز بين ما هو قريب منها، والعمر يمر وأنت في انتظار تحقيق الحلم، ولكنك لم تستطيع أن تنتبه إلى أنك كنت مُحاصراً بين الليل والنهار.. بين الحركة والسكون.. بين قوتك التي تستطيع أن تحصل بها على كل شيء وبذلك تمر السنين وأنت واقف مكانك.
وتسأل الماضي عن شبابك وأيامك الخضراء، فالماضي هو أنت قبل أن تُصبح هذا العجوز الذي لا يستطيع استعادة مكانته وكل الذي لديك ذكريات لا يبقى منها غير هجائك للأيام التي مرت.
ويقول عن ذلك ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه العقد الفريد «لا يكون الذم من الرعية لراعيها إلا لأحد ثلاث.. كريم قصّر به عن قدره فاحتمل لذلك ضغنا، أو لئيم بلغ به ما لا يستحق فأورثه ذلك بطراً، أو رجل مُنع حظّه من الإنصاف فشكا تفريطاً ».
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية