كان أبي العتاهية شاعراً من الشعراء الذين ظهروا في العصر العباسي الذي توالت فيه الفتوحات إلى أقصى المشارق والمغارب.
وقد جلبت هذه الفتوحات العديد من الثقافات، لذلك كانت الموهبة محل تقدير يُفتح أمامها كل الأبواب.
وكان بلاط الخليفة ملتقى الأدباء والشعراء الذين أصبحوا القوة الناعمة لهذه الدولة. وبذلك استطاعوا أن يخمدوا الثورات والانقلابات في العديد من البلدان التي امتد إليها حكم الدولة العباسية.
وكان ظهور الشاعر «إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي» الكوفي الشهير بـ «أبي العتاهية» تجسيداً حياً لسياسة العصر العباسي.
كان أكثر ما يميز هذا الشاعر بسبب بساطة أصله ونشأته أنه نقل شعر أسافل الشعب إلى بلاط الخليفة، لأنه بجانب أنه كان حريص على مجالس العلم والأدب فكان منغمساً في الملذات والمفاسد. وكان شديد الظُرف وله حكاية مع الخليفة هارون الرشيد الذي سجنه وشاية من بعض الحاقدين، ووضعه في أحد السراديب التي لا يُسمع بها إلا صوت الحشرات، ولا يُرى فيها غير الظلام.
فجلس مهموماً وفكر في وسيلة تُخرجه مما هو فيه، فنظم بيتان من الشعر للخليفة، وعندما جاء السجان إليه فقال له البيتين «أما والله إن الظلم شؤم… ومازال المسيء هو المظلوم… إلى الديان يوم الحشر نمضي… وعند الله تجتمع الخصوم» وعندما علم بهما الخليفة هارون الرشيد بكى وتذكر يوم وقوفه بين يد الله عز وجل، فأمر بالإفراج عنه لأنه علم أن لكل ظالم نهاية يُحاسب عليها.
لم نقصد أحد!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية